قضايا ودراسات

السياسيون ووادي السيليكون

كارا سويشر

في وقت تزايدت فيه المخاوف المرتبطة بتوغل منصات التواصل الاجتماعي أكثر مما ينبغي إلى مجتمعاتنا وسياساتنا الداخلية وانتخاباتنا، بات حرياً بالسلطات المحلية القيام بما يلزم، فقد عقد لجنة تابعة للكونجرس جلسة للاستماع إلى مسؤولي منصات التواصل الكبرى جوجل وفيسبوك وتويتر، إلا أن جوجل استخفت بالأمر ولم ترسل المؤسس الشريك لاري بيج أو رئيسها التنفيذي سندار بيشاي، وعوضاً عن ذلك فقد أرسلا مسؤولين آخرين في الشركة، منهم كبير قانونييها كينت والكر، وهو ما لم يعجب بالطبع أعضاء اللجنة. فهل وصل نفوذ وسائل التواصل والشركات التكنولوجية العملاقة إلى هذا المستوى؟ بغض النظر عن حضور جاك دورسي الرئيس التنفيذي لتويتر أو رئيس عمليات فيسبوك شيريل ساندبيرج، وكان من السهل جداً أيضاً عدم حضورهما إلى الجلسة، وهو ما يشير الآن إلى أننا يجب أن نقلق بشدة مما يمكن أن تؤول إليه تلك الشركات مستقبلاً، ولكن التصرف الذي أقدمت عليه جوجل يعتبر خطأ كبيراً في الوقت الذي أرسلت فيه كلاً من تويتر وفيسبوك مسؤوليها الرفيعين.
لا أقول إنها يمكن أن تلعب ألاعيبها تحت ناظري القوانين المحلية أو الفيدرالية، ولكن النفوذ الذي أصبح بيدها يمكن أن يؤدي إلى التأثير في صناع القرار والمشرعين الذين يصدرون اللوائح والأحكام التنظيمية الخاصة بممارسات تلك الشركات، وبعد الفضائح الكثيرة التي انطوت على التأثير في وغيرها، فإن الوضع أصبح لا يحتمل الكثير من الانتظار، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي أصدر قبل فترة قوانينه الخاصة التي ستضمن بلا شك حمايته من تغول تلك الشركات التي ما كان لها الوصول إلى تلك المكانة التي تتعداها آثارها التكنولوجية والاجتماعية.
أكاد أرى أن السلطات في الولايات المتحدة، وإذا ما كانت غير قادرة على إجبار مسؤول كبير في جوجل على الحضور شخصياً والإدلاء بشهادته، فإنها عاجزة أيضاً عن فرض القوانين المناسبة والأحكام التي يمكنها ردع شركات التكنولوجيا الكبرى من التصرف كما يحلو لها أو كما تراه هي مناسبة لا القوانين والأنظمة. قد يبدو هجومي شديداً على السلطات التشريعية وقادة شركات التكنولوجيا، ولكن قلقي الأكبر يتمثل في أن نبلغ مستوى تصبح فيه تلك الشركات هي المتحكمة بدون قصد في الأنظمة والقوانين، وتشكيلها بما يضمن مصالحها،من خلال استغلال ضعف الأجهزة الرقابية واللوائح المنظمة، وحينها لن تكون هنالك أية طريقة لوقف الممارسات التي ستصل إليها تلك الكيانات، وسيكون صعباً أكثر تعديل الأنظمة بشكل يمثل تهديداً على تلك الشركات.

نيويورك تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى