مقالات عامة

طفولة إماراتية مبكرة

عبد الله محمد السبب

الطفل هو الطفل، في الزمان والمكان. والطفولة هي الطفولة.. بطقوسها المثلى، ومثولها الوثيق في المشهد الاجتماعي على الصعيد المجتمعي العالمي العام.. جملة وتفصيلاً وفصولاً، جيلاً بعد جيل، وزمناً بعد زمن.. منذ الآباء، وآباء الآباء، وأجداد الأجداد.. فمنذ ما قبل اتحاد الإمارات العربية بعشرات السنين، والطفولة مثار اهتمام المجتمع الخليجي.. منذ ألف باء التعلم على أيدي شيوخ الدين (المطاوعة)، حيث القرآن الكريم وعلومه، وعلوم الحديث واللغة العربية.. ومنذ المرحلة التمهيدية لإعلان قيام اتحاد تلك الإمارات العربية المتصالحة، حيث المادة (16)، من الباب الثاني (الدعامات الاجتماعية والاقتصادية الأساسية للاتحاد، من «دستور دولة الإمارات العربية المتحدة» الذي جرى توقيعه من حُكّام تلك الإمارات في دبي بتاريخ 18-7-1971: يشمل المجتمع برعايته الطفولة والأمومة ويحمي القُصَّر وغيرهم من الأشخاص العاجزين عن رعاية أنفسهم لسبب من الأسباب، كالمرض أو العجز أو الشيخوخة أو البطالة الإجبارية، ويتولى مساعدتهم وتأهيلهم لصالحهم وصالح المجتمع. وتنظم قوانين المساعدات العامة والتأمينات الاجتماعية هذه الأمور.. وحيث المادة (17) من الباب ذاته: التعليم عامل أساسي لتقدم المجتمع وهو إلزامي في مرحلته الابتدائية ومجاني في كل مراحله داخل الاتحاد، ويضع القانون الخطط اللازمة لنشر التعليم وتعميمه بدرجاته المختلفة، والقضاء على الأمية.. وحيث المرحلة التعليمية الابتدائية معنية بالطفولة ابتداءً من سن السابعة، فمرحلة رياض الأطفال معنية بما قبل تلك السن.
ثم يأتي العقد الخامس من عمر الاتحاد، حيث القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2016 بشأن قانون حقوق الطفل «وديمة» الذي أصدره صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، في 8 مارس 2016، وقد جاء في المادة (2) من القانون: تعمل السلطات المختصة والجهات المعنية على الحفاظ على حق الطفل في الحياة والبقاء والنماء، وتوفير كل الفرص اللازمة لتسهيل ذلك، وحماية الطفل من كل مظاهر الإهمال والاستغلال وسوء المعاملة، ومن أي عنف بدني ونفسي، وتنشئة الطفل على التمسك بعقيدته الإسلامية والاعتزاز بهويته الوطنية، وحماية المصالح الفضلى للطفل، إضافة إلى توعية الطفل بحقوقه والتزاماته وواجباته في مجتمع تسوده قيم العدالة، وتنشئته على التحلي بالأخلاق الفاضلة، بخاصة احترام والديه، ونشر ثقافة حقوق الطفل على أوسع نطاق، انتهاءً بإشراك الطفل في مجالات الحياة المجتمعية، وفقاً لسنه ودرجة نضجه.
وبعد، ها هو «المجلس الوزاري للتنمية» برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس المجلس، يعتمد يوم 15 مارس/‏ آذار من كل عام للاحتفال ب «يوم الطفل الإماراتي» تزامناً مع اعتماد «قانون وديمة للطفل» في 15 مارس 2016 «وتأكيداً على رؤية الدولة وحرصها على تنشئة أجيال المستقبل وتذليل كل الصعوبات التي تحول دون تنشئتهم التنشئة السليمة التي تؤهلهم ليكونوا أفراداً صالحين وفاعلين في المجتمع، وبما يتوافق مع رؤية الإمارات 2021 والوصول لمئويتها 2071».. حيث يأتي «يوم الطفل الإماراتي» مبادرة من «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، ضمن الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة (2017 – 2020)، وهي القائلة: إذا كانت الأسرة آمنة وسعيدة ومستقرة، كان الوطن كله آمناً وسعيداً ومستقراً.

A_assabab@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى