قضايا ودراسات

محطات عربية خليجية قطرية

عبدالله محمد السبب
مجدداً، نستحضر الجملة الفنية العربية السورية، على لسان الممثل الراحل نهاد قلعي «حسني البورزان»: «إذا أردنا أن نعرف ما في إيطاليا، يجب أن نعرف ما في البرازيل». جملة كتلك تحملنا إلى معرفة ما يدور في ساحة الخليج العربي، وتحديداً في الرقعة الخليجية القطرية التي عاصمتها «الدوحة». دولة عربية «شبه جزيرة» تقع في منتصف الساحل الغربي للخليج العربي، وتقع شرق شبه الجزيرة العربية في جنوب غرب آسيا، بإطلالتها الجغرافية والتاريخية على الخليج العربي، بحدودٍ مشتركة مع شقيقاتها العربيات الخليجيات: حدود برية مشتركة من الجنوب مع الدولة الخليجية الأم «المملكة العربية السعودية»، وحدود بحرية مع أختيها العربيتين الخليجيتين «دولة الإمارات العربية المتحدة» و«مملكة البحرين». وكذلك تجاور بحراً «الجمهورية الإسلامية»، التي انقضّت في فجر 30 نوفمبر/‏تشرين الثاني 1971 على ثلاث حمامات عربيات خليجيات إماراتيات: طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبوموسى، ومازال الخطف مستمراً لتلك الحمامات العربيات الأصل والفصل والتفاصيل.
«قطر»، العربية الخليجية الشقيقة، انضمت إثر الانسحاب الرسمي للمملكة المتحدة «بريطانيا» من الخليج العربي إلى الاتحاد الخليجي التساعي للإمارات المتصالحة: أبوظبي، دبي، الشارقة، عجمان، أم القيوين، رأس الخيمة، الفجيرة، البحرين، قطر، إلا أن النزاعات الإقليمية حملها على الانسحاب من ذلك الاتحاد التساعي لتستقل بذاتها في 3 سبتمبر/‏أيلول 1971 ليشار إليها بمسمى أممي «دولة قطر»، كما هو حال الشقيقة «البحرين» التي استقلت بذاتها في 15 أغسطس/‏آب 1971م، إلا أنهما لم يستقلا عن اللحمة الخليجية، إذ انضمتا إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي انطلقت فكرته وتأسس في 25 مايو/‏أيار 1981 في إمارة أبوظبي بمبادرة من أمير الكويت الأسبق، المغفور له، الشيخ جابر الأحمد الصباح، وبمباركة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراهما.
تلك بعض من محطات بيضاء للشقيقة العربية الخليجية «قطر»، فيما ثمة محطات أخرى مليئة بالأخطاء قامت بها في حق أمتها وشقيقاتها وجاراتها. من تلك الأخطاء عدم التزامها بمقررات تم التوافق عليها في اجتماعات مجلس التعاون الخليجي، ما أثمر عنه سحب كل من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة سفراءها لدى قطر، وذلك في مارس/‏آذار 2004. واليوم، ها هي الدول الشقيقات الثلاث ذاتها تعلن قطع العلاقات بكافة جوانبها مع قطر بسبب ممارسات غير مسؤولة من حكومتها، ما تسبب في بناء جدار بين الشعوب العربية الخليجية المنتمية لشجرة عائلية واحدة، الأمر الذي جعل من الشعب العربي الخليجي القطري الشقيق بمعزل عن أشقائه الخليجيين، إلّا من نافذة ضيقة أبقت شعرة معاوية على قيد الحياة عبر لفتة إنسانية تعكس عمق وأصالة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل مملكة البحرين، عبر توجيهات سموهم بمراعاة الحالات الإنسانية للأسر المشتركة الإماراتية، السعودية، البحرينية، القطرية، تقديراً للشعب القطري الشقيق الذي يعتبر امتداداً طبيعياً وأصيلاً لإخوانه في هذه الدول وكافة دول الخليج العربي.

A_assabab@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى