مقالات عامة

منجز رأس الخيمة المسرحي

عبدالله محمد السبب

ونحن نعيش أيام وليالي العام الحالي «2018 عام زايد».. نستذكر معاً ما للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من الأثر الأول في الفعل المسرحي الإماراتي، حيث القانون الاتحادي رقم 6 لسنة 1974، الصادر عنه رحمه الله في شأن الجمعيات ذات النفع العام.
وعلى ضوء ذلك القانون الذي مضى على صدوره نحو 44 عاماً، من المنجزات المسرحية على الصعيد الإماراتي العام، نتداول التاريخ المسرحي لإمارة رأس الخيمة، ابتداء من عام 1958 في مدارس الإمارة، وعبر الحركة الكشفية فيها، والتي تشكلت من خلال تأسيس فرقة مسرحية تابعة ل«نادي عُمان الثقافي الرياضي: نادي الإمارات الثقافي الرياضي» حالياً، مروراً بالقرار الوزاري رقم 7 لسنة 1976، الذي بموجبه تم إشهار جمعية المسرح الأهلي برأس الخيمة، ثم جمعية مسرح صقر الرشود، المشهرة بموجب القرار الوزاري رقم 24 لسنة 1979، وصولاً إلى جمعية: مسرح رأس الخيمة الوطني، المشهرة بموجب القرار الوزاري رقم 42 لسنة 1989.
على ضوء ما تقدم من تاريخ مسرحي لإمارة رأس الخيمة، نتهجّى معاً منجزين مسرحيين حديثين لمسرح رأس الخيمة الوطني هذا العام.
أولاً: من خلال الخشبة المسرحية عبر (البوشية) المسرحية الإماراتية «نصاً وإخراجاً وتمثيلاً ومكملات فنية مختلفة»، لمؤلفها إسماعيل عبدالله، ومخرجها مرعي الحليان، التي شاركت ضمن أيام الشارقة المسرحية، في دورتها السابعة والعشرين العام المنصرم 2017، لتحصد أربع جوائز (أحسن نص، أحسن ممثلة دور أول، أحسن ممثلة دور ثانٍ، أحسن ممثلة واعدة).
وبناء على ما صرّح به الدكتور علي عبدالله فارس، أمين السر العام بمسرح رأس الخيمة الوطني، بأنّ «المشاركة في المهرجانات المسرحية تعكس مدى الدور الذي يلعبه الفن بشكل عام، والمسرح بشكل خاص، في نقل الرسائل للمجتمعات باختلاف أفكارها وثقافاتها.. فقد شاركت مسرحية «البوشية» هذا العام ضمن فعاليات مهرجان «أوال المسرحي الدولي» في مملكة البحرين، لتحصد جائزتين (أفضل نص مسرحي، أفضل ممثلة دور أول)»، ليعود مسرح رأس الخيمة الوطني للمشاركة هذا العام بتاريخ 21 مارس 2018 (يوم الشعر والأم العالميان)، ضمن أيام الشارقة المسرحية في دورتها الثامنة والعشرين، من خلال مسرحية «موال حدادي»، عبر الثنائي المسرحي الناجح ذاته؛ المؤلف إسماعيل عبدالله، والمخرج مرعي الحليان، بما يعني ضرورة عدم مرور نجاح «البوشية» مرور الكرام، وذلك بعرض المسرحية على الجمهور الإماراتي، ليكون على مقربة من النجاح المحلي والعربي.
ثانياً: من خلال إصدار «بشت الفنون» (مجلة فصلية ثقافية تُعنى بشؤون المسرح والفنون)، برئاسة تحرير د. حمد محمد بن صراي، الذي أشار في افتتاحيتها قائلاً: «.. ومن الجدير بالذّكر أنّه سبق لمسرح رأس الخيمة الوطني أن أصدر مجلاّت فنيّة في فترات سابقة، وتوقفت لظروف عديدة».
هنا، وعلى سبيل الإشارة الخاطفة، نستذكر معاً تواريخ تلك المجلات التي آل مصيرها إلى التوقف الفجائي (الملتقى الأدبي 8 أعداد، فبراير 1991 يناير 1994)، و(شؤون ثقافية 7 أو 8 أعداد، مارس 1999؟).
وعلى ضوء هذه الإشارة الخاطفة، نرجو لهذه المجلة الوليدة الجديدة الاستمرار في ميدان النشر، وألاَّ يكون مصيرها كأختيها.. فالقارئ المسرحي والأدبي، والمثقف والموسوعي بوجه عام، لا ينتظر موتاً جديداً لمطبوعة تحاول المثول في المشهد الثقافي العام بخطى ثابتة وأحلام تراودها منذ سنين، لتقول شيئاً حول الفن المسرحي والفن الأدبي العام.

A_assabab@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى