مقالات عامة

أخلاقيات للسياقة

راشد محمد النعيمي

التركيز على أخلاقيات القيادة واستخدام السيارة، أمر مهم للغاية، خاصة أن الالتزام بتعليمات المرور دليل رقي وتقدم يجب أن يكون سمة عامة لأفراد المجتمع في ظل شبكة البنى التحتية التي تتوفر لنا اليوم وجودة الطرق وأدواتها التي تعد الأحدث في العالم، ولا ينقصها سوى الإدراك من جميع السائقين أن احترام حقوق الآخرين أولوية لا يجب المساس بها.
للأسف تصادفنا اليوم كثير من المواقف التي تدل على أن هناك من يعتبر الحصول على رخصة القيادة نهاية المطاف وتفويضاً له بقيادة مركبته بأي طريقة تروق له دون أن ينظر لغيره أو يراعي مستخدمي الطرق الآخرين الذين قد يتسبب لهم بحوادث خاصة أولئك الذين قد لا يتقنون المهارات التي يظن نفسه أنه يتقنها ولا يقومون بتلك المناورات والتصرفات التي يقوم بها من فرط استعجاله وعدم رغبته في الانتظار أو إعطاء أولوية المرور لغيره من قائدي المركبات مستغلاً أن بعض التصرفات لا يعاقب عليها القانون أو أن ضبطها من دوريات المرور أمر صعب، كاستخدام الضوء العالي في مباغتة السائقين لإجبارهم على إفساح الطريق أو عدم منح حق المرور أو الوقوف في أماكن غير مسموح بها.
أما المشهد المؤلم؛ فهو ما يحدث عند المدارس يومياً خلال توصيل الطلبة من وإلى مدارسهم حيث يتصور البعض أنه في غابة، البقاء فيها للأقوى وأن الخروج من تلك المنطقة أو المهمة بأسرع وقت هو تحدٍّ، عليهم تحقيقه لا مكان فيه للأخلاقيات أو مراعاة الآخرين أو النظر لهم دون أنانية.
يصر البعض ورغم توافر المواقف، أن يسد الشارع كي يقف أمام بوابة المدرسة كي ينزل أو يحمل الركاب من الطلبة غير آبه بالاختناق المروري الذي قد يحدثه جراء هذا التصرف، والغريب أن هذه الأمور لا تحدث إذا وجدت دورية شرطة في الموقع، خوفاً من المخالفة وهو الأمر الذي يحتاج إلى توعية لتغيير هذه المفاهيم الخاطئة التي ترسخت عند بعض السائقين.
تلك الطرقات والشبكات الحديثة من الشوارع والجسور والأنفاق إضافة إلى معابر المشاة والإشارات الضوئية والمواقف إلى جانب قوانين المرور ورجال الشرطة ووجودهم واهتمامهم بتعزيز السلامة على الطرق والقضاء على كل أنواع المخالفات وتوفير الضبط المروري بكل أشكاله، كلها تستحق التقدير والاحترام ويجب أن يواكبها وعي من جميع السائقين وتعاون وقبل كل ذلك قناعة تامة بأن السلوك يجب أن يكون واحداً
لايختلف بغياب الدوريات والضبط وأجهزة الرادار؛ بل يتحقق حتى في ظل عدم وجودها من مبدأ الذوق والتعايش مع الجميع بأسلوب راقٍ، في إطار من التعاون وتطبيق القيم والسلوكيات الإيجابية ونبذ العدائية والأنانية والتحلي بضبط النفس في المواقف التي قد تصدر فيها أخطاء من الآخرين لأن هناك تفاوتاً في مهارات القيادة والتعاطي مع المواقف المختلفة بين الجميع وهو ما يجب مراعاته بكل أريحية.

Email: ALNAYMI@yahoo.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى