قضايا ودراسات

أمريكا في مواجهة الصين وكوريا الشمالية

وليام «بيل» جيرتز

حدد كبير القادة العسكريين الأمريكيين الصين، على أنها أكبر تهديد عسكري للولايات المتحدة على المدى الطويل، وعرض أمام الكونجرس سياسات واستراتيجيات عسكرية أمريكية جديدة تجاه الصين وآسيا عموماً.
في شهادة أمام مجلس الشيوخ في 28 سبتمبر/ أيلول، كشف رئيس الأركان الأمريكي الجنرال جوزيف دانفورد أنه أبلغ الصين في الصيف الفائت بأن الولايات المتحدة تضع خططاً لاستخدام القوة العسكرية ضد كوريا الشمالية.
وسئل دانفورد أن يحدد أخطر التهديدات العسكرية لأمريكا، فقال إن كوريا الشمالية مسلحة بصواريخ وأسلحة نووية تمثل «تهديداً مباشراً»، في حين أن الصين وروسيا تمثلان أخطاراً محتملة بسبب تعاظم ترسانتيهما النووية. ولكن الجنرال اعتبر أنه على المدى الأبعد، الصين هي التي تمثل الخطر الأكثر جدية، بالرغم من قوة روسيا في المجالين النووي والمعلوماتي. وقال: «إذا نظرت إلى العام 2025، وتفحصت الوضع الديموغرافي والاقتصادي، فأعتقد أن الصين ستشكل أكبر تهديد لبلدنا بحدود العام 2025، وهذا يتوافق مع معظم تحليلاتنا».
ويردد الجنرال دانفورد أصداء مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» مايك بومبيو الذي قال في تموز/ يوليو الماضي: إنه يعتقد أن الصين لديها القدرة على أن تكون أكبر منافس لأمريكا… على المديين المتوسط والبعيد .
ويرى المحللون الإستراتيجيون الأمريكيون أن امتلاك الصين لمزيد من الصواريخ، والسفن الحربية، والغواصات والطائرات، إلى جانب قدرتها على شن هجمات عبر الإنترنت، يهدف إلى الحد من قدرة الولايات المتحدة على استخدام قواتها العسكرية عبر العالم وإلى إضعاف التحالفات الأمريكية في منطقة الهادي.
ورأى الجنرال دانفورد أن الصين درست بعمق أسلحة وأساليب الحرب الأمريكية وطورت أسلحة واستراتيجيات من أجل هزيمة القوات العسكرية الأمريكية في نزاع قد يقع في المستقبل، وقال إن الهوة قد ضاقت بين الجيشين الأمريكي والصيني على مدى الخمس عشرة سنة الماضية.
وأضاف الجنرال: «في العام 2000، كنا نتمتع بأفضلية تنافسية كبيرة من حيث قدرتنا على نشر قوات في الخارج كلما أردنا ذلك. ولكنني لا أستطيع قول ذلك اليوم، إذ إننا نواجه الآن منافسة في قدرتنا على نشر قوات، سواء في أوروبا أم في منطقة الهادي».
وعرض الجنرال دانفورد كيف يدعم الجيش الأمريكي مساعي الرئيس دونالد ترامب للضغط على نظام كيم جونج أون لكي يتخلى عن أسلحته النووية. غير أن محللي الحكومة الأمريكية عرضوا على الرئيس رؤية متشائمة؛ إذ يرون أن كيم لن يتخلى عن ترسانته النووية والصاروخية لأن هذه الأسلحة مرتبطة بصورة وثيقة ببقائه. واستخلص المحللون أيضاً أن الصين لن تتعاون مع الولايات المتحدة في سعيها لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.
وأشار دانفورد إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يدرس كلا الخيارين الدبلوماسي والعسكري ويدرك تماماً أن خيار حرب كورية ثانية هو خيار رهيب. وقال: «نحن الآن في مرحلة سيتحدد خلالها ما إذا كان تطبيق العقوبات (على كوريا الشمالية) سيؤدي أو لا يؤدي إلى حل سلمي وإلى إخلاء شبه الجزيرة من الأسلحة النووية».
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة كانت قد حددت خيارات عسكرية قبل إدارة ترامب تحسباً لاحتمال فشل الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية.
من جهة ثانية، كشف الجنرال دانفورد أيضاً في شهادته أن القوات الأمريكية في منطقة الهادي تبنت استراتيجية جديدة بشأن حرية الملاحة بالقرب من الجزر، التي تعلن الصين السيادة عليها في بحر الصين الجنوبي. وهذه الاستراتيجية تشمل التعاون مع حلفاء إقليميين للقيام بعمليات تؤكد حرية الملاحة في المنطقة.

معلق وكاتب أمريكي – موقع «آسيا تايمز»


Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى