قضايا ودراسات

أمر محمود.. ولكن!

محمد إبراهيم

السباحة جزء أصيل في المنظومة الرياضية، وتعليم أبنائنا الطلبة إياها أمرٌ محمود، وحرص بعض المدارس على توفير أحواض لتعليم الطلبة كيفية السباحة يعد أيضاً أمراً مقبولاً، ولكن الأهم هو كيفية الحفاظ على الأرواح، وحماية الطلبة أثناء استخدام تلك الأحواض.
عمليات الرصد تجسد دائماً نماذج متنوعة لحوادث أحواض السباحة في المدارس، تأخذنا جميعها إلى نتائج خطِرة، لا تقبل القيل والقال، ولا تحتمل اللوم أو العتاب؛ لأنها صراحة تقطف الأرواح، وهنا تأتي أهمية الأدوار والمسؤوليات، بدءاً من بناء بركة السباحة في المدرسة، مروراً بالمعايير والضوابط والتدابير، والتأكد على مطابقتها للمواصفات، وصولاً لمرحلة التشغيل واستخدامات الطلبة، سواء كانت ترفيهاً أو تعليماً، ومراعاة استدامة الرقابة ومحاسبة المقصرين.
إن الجهات المعنية بإصدار تصاريح البناء والتشييد لتلك الأحواض في مدارسنا، هي ذاتها المسؤولة عن متابعة عمليات التشغيل، ومراقبة تطبيق هذا النشاط في المدارس، ومدى فوائده للطلبة، على أساس أنه نشاط رياضي هادف، وليس وجاهة اجتماعية لأي مؤسسة تعليمية، فالاطمئنان على توفير وسائل الأمن والسلامة ضرورة إلزامية، والتأكد من جودة واحترافية فرق العمل أمر لا يقبل النقاش، ضماناً لسبل حماية الأبناء.
الإجراءات والتدابير الجديدة التي عممها مجلس الشارقة للتعليم، على المدارس الخاصة في الإمارة، عند استخدام الطلبة لأحواض السباحة، تعد بادرة طيبة تُحسب له، وصورة إيجابية لإدراك المسؤولية، وأهمية الحرص على توفير وسائل الرعاية والأمن والسلامة لأبنائنا في المدارس، إذ لم تجد مدارسنا سبيلاً في المستقبل، إلا الالتزام بما جاء في نصوص التعميم، التي تحاكي عمر الطالب المسموح له بالمشاركة، وموافقة ولي الأمر، وتعين منقذاً مؤهلاً، وقفلاً إلكترونياً لجميع أبواب ومداخل منطقة الحوض، وجهاز إنذار وكاميرات مراقبة للكشف عن الدخول غير المصرح به.
والسؤال هنا لماذا لا يتم تعميم تلك الإجراءات والتدابير على جميع مدارسنا؟، ولماذا لم يكن لدينا معايير وضوابط موحدة لاستخدام تلك الأحواض؟ حفاظاً على حياة أبنائنا، فإن كان بعضها موجوداً من قبل وتكررت معه الحوادث فعلينا بتفعيلها وتشديد الرقابة على آليات تطبيقها، وإن كانت مستحدثة، فهذا في حد ذاته إدراك لخطورة التقصير وعدم الاهتمام بتلك المنطقة في المدرسة.
خلاصة القول، نحتاج لفريق عمل متخصص وواعٍ في كل مدرسة، يستطيع التعامل مع المفاجأة بحكمة ومهارة فائقة، تحت مظلة إجراءات مشددة ومحسوبة، وتدابير مُحكمة ومدروسة، وحملات تفتيشية مستدامة ترصد احتياجات الأمن والسلامة، وتوعية للإدارات وأولياء الأمور والطلبة، وتدابير وقائية لتفادي شر البلاء لأبنائنا.. وهذا بيت القصيد.

Moh.ibrahim71@yahoo.com

زر الذهاب إلى الأعلى