قضايا ودراسات

أمم وقمم وهمم

عبدالله محمد السبب

بسم الله الرحمن الرحيم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»: صدق الله العظيم (الحجرات «13»).
وهكذا، منذ آلاف السنين، صار التواجد البشري العربي في منطقة الخليج، بترابه ومياهه ومختلف تضاريسه، لتتشكل فيما بينه ملامح لمشتركات تاريخية ودينية ولغوية وعادات وتقاليد وأعراف، وثقتها الأيام والليالي، ودعمتها صلات الحسب والنسب، لينشأ فيما بعد ما يسمى «شعب الخليج العربي»، الذي أكد حضوره في الخريطة الجغرافية العالمية، مرسخاً إياه عبر شرنقة تعاونية خليجية تمت تسميتها ب«مجلس التعاون لدول الخليج العربية» أو «مجلس التعاون الخليجي»، الذي انطلقت فكرته من لدن أمير الكويت الأسبق المغفور له الشيخ «جابر الأحمد الصباح – طيب الله ثراه» في 16 مايو/ أيار 1976 لإحساسه «رحمه الله» بوجوب سد النقص الذي خلَّفته المملكة المتحدة بعد خروجها من الخليج العربي.. حيث قام بزيارة إلى أبوظبي للقاء أخيه المغفور له الشيخ «زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه» الذي رحب بالفكرة وشد على يديها، ليعاد طرحها في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1980 أثناء انعقاد قمة جامعة الدول العربية في العاصمة الأردنية عمَّان، ومن ثم، توصَّل قادة الدول الأعضاء في اجتماع أبوظبي في 25 مايو/ آيار 1981 الموافق 21 رجب 1401ه إلى صيغة تعاونية تضم الدول الست {المملكة العربية السعودية، دولة الكويت، دولة الإمارات، سلطنة عمان، مملكة البحرين، دولة قطر}.. لتنبثق منها أهداف عدة: «تحقيق التعاون والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات وصولاً إلى وحدتها، توثيق الروابط بين الشعوب، وضع أنظمة متماثلة في مختلف الميادين الاقتصادية والمالية والتجارية والجمارك وغيرها من الأنشطة الاقتصادية المختلفة، دفع عملية التقدم العلمي والتقني في مجالات الاقتصاد المختلفة عن طريق إنشاء مراكز بحوث علمية، إقامة مشاريع مشتركة وتشجيع تعاون القطاع الخاص».
هكذا أهداف تأسس بموجبها «مجلس التعاون الخليجي»، تصل ب«المجلس التعاوني» إلى «قمة الرياض ال 39»، التي جاءت في قمة نواياها الحسنة تجاه المنظومة الخليجية والعربية والإسلامية والعالمية، حيث تمخضت عن نتائج عدة، حية وحيوية، على رأسها التمسك بوحدة الصف الخليجي، بما يؤكد حرص قادة التعاون على الكيان الخليجي، وتعزيز دوره حاضراً ومستقبلاً، مع ضرورة مواجهة التحديات التي تتعرض لها المنطقة، بما في ذلك الوقوف في وجه التدخلات الإيرانية في الشرنقة الخليجية العربية، والتأكيد على الموقف الخليجي الثابت بإدانة الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث «طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبو موسى»..
ولأن دول مجلس التعاون الخليجي جزء لا يتجزأ من المنظومة العربية الشاملة والمنظومة الإسلامية الأشمل، فقد أتت القمة لبحث العديد من القضايا المصيرية: اليمنية، الأردنية، العراقية، السورية، اللبنانية، الليبية، وعلى رأس تلك القضايا، تأتي «القضية الفلسطينية» التي هي «قضية العرب والمسلمين الأولى».. مع إدانة ما يتعرض له مسلمو «الروهينجا» من اعتداءات وحشية وتهجير ممنهج.

a_assabab@hotmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى