قضايا ودراسات

«استثمار» الشارقة

ابن الديرة

يتحقق في الشارقة كما لا يتحقق في أي مكان آخر أن الاستثمار في الإنسان أولاً، وفي العلم والثقافة أولاً، باعتبار العلم والثقافة طريق التقدم والتنمية، وجاءت تنمية الشارقة في المسار الموازي والمتزامن لتصل إلى أشواط بعيدة غير مسبوقة، أسهمت في رفعة الشارقة، الصوت والصيت، الاسم والمكان والعنوان، بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فقد أدار سموه كل ذلك بحكمة واقتدار، وأصبحت الشارقة، المدينة والإمارة، محل اهتمام الناس من مختلف الوجهات العربية والعالمية، فهي مكان نشط بامتياز، ولا يكاد أسبوع أو يوم من زمن الشارقة يخلو من نشاط نوعي لافت، وها هو «منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر» ينعقد في الشارقة في دورته الرابعة، مشيراً إلى قصة من النجاح والتفوق، حيث يشارك فيه ألف من أهل الاختصاص.
اليوم الشارقة مؤهلة للاستثمار بكل أنواعه، فهي تمتلك بنية تحتية متقدمة، مقرونة بالبنية التقنية عالية المستوى، مع توفر الخدمات المهمة الكبرى جميعاً من صحة وتعليم وطاقة وإدارة إسكان، إلى جانب الرفاه والعدل والأمن والاستقرار، مما تفتخر به أجواء وبيئة دولة الإمارات الغالية من السلع إلى الفجيرة.
وجوه الاستثمار في الشارقة متعددة، ويسهم هذا المنتدى العالمي في جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي «المباشر»، حيث الإشارة إلى عملية تسهيل مدروسة وواعية، تدخل في التنمية المتوازنة التي ترفعها الشارقة شعاراً له بريقه الخاص، وإذا كان اسم الشارقة المعادل للثقافة ونهضة التعليم، خصوصاً التعليم الجامعي والعالي، فإنها أيضاً جهة مفضلة للزوار والسياح والمستثمرين.
ألف مستثمر في الشارقة لمناقشة صناعة اقتصاد المستقبل، والمعنى أن النهج هو الإعداد والتخطيط، فالشارقة تجمع مستثمري العالم؛ ليذهبوا في النظر والحوار واستخلاص النتائج، وكذلك في التطبيق وفق القوانين والنظم المرعية، أما الانطباع الأول لدى الجميع فهو أن الشارقة المكان المثالي أو الأقرب إلى المثالي. مدينة وإمارة مستقبل هي، وهي تقبل على مستقبلها إقبالاً بثقة سلطان العلم والثقافة والتنمية، وبطاقاتها البشرية التي أشرف على تكوينها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بنفسه، بدءاً من التعليم وتطوير المساقات بما يلائم العصر والمستقبل، وصولاً إلى التوفيق بين مخرجات التعليم مع معرفته، ومدخلات سوق العمل مع معرفته.
هذه هي الشارقة، مكان استثمار حقيقي، وما أفضل وأجمل وأكمل الاستثمار حين يبدأ من الإنسان وينتهي إليه.
المأمول بعد ذاك أن تخدم جميع القطاعات الاتحادية والمحلية توجهات إمارة الشارقة، وأن يبذل المسؤولون والموظفون جهوداً مضاعفة نحو إنجاز وإنجاح هذه الأهداف المهمة النبيلة، والمأمول إسهام الإعلام الوطني في الترويج للشارقة، فكرة ومشروعاً وأفق مستقبل، مدينة وإمارة، بحراً وبراً وجبلاً، اسماً وعنواناً وحضارة، تنمية وتقدماً وموكب مواكبة.

ebnaldeera@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى