قضايا ودراسات

الآثار الباقية

هيا خالد الهاجري

عندما تعود الذاكرة إلى أيام الطفولة المنسية، تعود ذكريات باقية وأحداث لا يمكن على الإنسان مهما بلغ من العمر أن ينساها أو يتناساها وحتى لو حاول، سواء كانت ذكريات جميلة وسعيدة تغرس الأمل والثقة والحب أو كانت عكس ذلك، وفي سن الطفولة الذي تكون ذكرياته أكثرها على مقاعد الدراسة وبين جدران فصول المدرسة، فيعود شريط الذكريات وترى أحداثاً نُقشت في روحك قبل عقلك لأنها بالنسبة لك لها وقعها الخاص، والذي أثر فيك بشكل مباشر أو غير مباشر، فلا يمكن أن تنسى مثلاً معلماً متميزاً ترك في قلبك أثراً طيباً جميلاً بمعاملته الطيبة وتحفيزه لك مهما كانت درجاتك أو تقصيرك، وكم كانت سبباً لحبك لمادة معينة من المواد الدراسية فقط لأنه هو معلمها وحتى لو كنت تعاني صعوبة في فهمها، مع الوقت تصبح سهلة ومحببة لك وتنتظر بشوق بدء حصة هذا المعلم.
ولن تنسى أيضاً المعلم الذي قد يكون بوعي منه أو بدون وعي قد ترك في نفسك أثراً سلبياً وهز ثقتك بنفسك وحتى إنك قد لا تحب المادة التي يُدرسهّا وتتهرب منها.
بالنسبة لي ومهما مرت السنون أذكر تلك المعلمة وأنا في الصف الثالث الابتدائي ولا يمكن أن أنسى اسمها «خولة» قد أكون نسيت شكلها ولكن لن أنسى تلك الروح الجميلة التي غرست في قلوبنا شيئاً جميلاً.
وأيضاً لا أنسى إحدى المعلمات التي كانت قاسية واسمها «س» وكم تركت أثراً سلبياً في نفوسنا ونفوراً من حصتها ومن المادة ومن المدرسة.
دائماً اترك أثراً طيباً في نفوس الآخرين في أي مجالات الحياة وخصوصاً لو كنت مديراً أو مشرفاً أو معلماً، لأن كل ما تقوله وتفعله سيُحفر في ذاكرة وأرواح الآخرين وسيكون أثره في نفوسهم إما ايجاباً او سلباً وستبقى آثاره باقية مدى العمر.
ما دعاني لكتابة هذا المقال هو الحادث المؤسف منذ أيام بقيام إحدى المشرفات بإجبار طالب على المشي حافي القدمين تحت الشمس كعقاب له، جرحته جسدياً ومشاعرياً، فهل يا ترى سينسى هذا الطالب هذا الحدث؟

haya171@hotmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى