قضايا ودراسات

الأفق العربي لثقافة الشارقة

حقق مشروع الشارقة الثقافي التنويري.. الفكري والمعرفي آفاقه العربية بكل وضوح وشفافية إدارية ومهنية.. وكل مراقب محلي وعربي يتابع يومياً حضور المعنى الثقافي الإماراتي في مدن وعواصم عربية تحتفي بهذا الحضور، وتيسر لدائرة الثقافة في الشارقة وفريقها الجماعي العملي سبل العمل والإنتاج والمتابعة من خلال التنسيق والتعاون الإيجابي دائماً بين الدائرة والمؤسسات الثقافية العاملة في العواصم العربية من وزارات وجهات حكومية مسؤولة.

هذا التحقق الثقافي العربي برؤية وبرامج الشارقة وسع دائرة مشروع الإمارة إلى أفق عربي هو هدف نبيل من أهداف عاصمة الثقافتين العربية والإسلامية، وعاصمة الكتاب العربي، وقبل ذلك عاصمة المسرح والفنون والإبداع.
نقول ذلك وفقاً لما أعلنته دائرة الثقافة في الشارقة قبل أيام والمتعلق بالأنشطة والملتقيات التي تنظمها الدائرة من سبتمبر 2017 وحتى مايو 2018، وما من متابع ثقافي على لسانه كلمة حق إلا ويتوقف عند حزمة هذه الفعاليات في عدد من عواصم ومدن عربية تحت مظلة وزارات الثقافة العربية، وأيضاً تحت مظلة دائرة الثقافة في الشارقة وفي صورة مشرقة نبيلة من التعاون والتنسيق.
قارئ الأنشطة المهرجانية والملتقيات الدائمة التي تنظمها دائرة الثقافة في الأفق العربي تخبرنا أن روح الشارقة الثقافية موجودة في الأقصر في مصر، وفي المفرق في الأردن، وفي الخرطوم في السودان، وفي القيروان في تونس، وفي نواكشوط في موريتانيا، وفي تطوان في المغرب التي تشهد يوم بعد غد افتتاح بيت شعر ثانٍ في البلاد؛ وذلك في مراكش.
فعاليات الشارقة العربية منتظمة وعلى درجة عالية من الخبرة والاحتراف مع مراعاة طبيعة كل شهر.. ففي أكتوبر تنظم الدائرة عربياً 6 أنشطة، وفي نوفمبر 5 أنشطة، وفي ديسمبر 7 أنشطة، وفي يناير 4 أنشطة، وكذلك 4 أنشطة في فبراير، ويلاحظ أن شهر مارس هو الأكثر في الفعاليات؛ حيث تقام فيه 8 أنشطة، وفي إبريل 4 أنشطة، ونشاطان في مايو.
بكلمة ثانية تنظم دائرة الثقافة في الشارقة برنامجاً منتظماً بمعدل فعالية وأكثر في الأسبوع الواحد (فعاليتان كل أسبوع في مارس)، أما بنية هذه المهرجانات والملتقيات العربية فهي تتألف من ملتقيات شعرية، ومهرجانات مسرحية، فضلاً عن برامج بيوت الشعر العربية الأسبوعية.
هذا حراك ثقافي إماراتي عربي أساسه مشروع الشارقة الثقافي، وأساسه، أيضاً ثقة الشارقة بالثقافة العربية، وبكون الثقافة عنصر وحدة وباعتبارها مكوناً أصيلاً وجوهرياً في الهوية العربية الواحدة، وبكون الثقافة هي الرهان الأكبر على المستقبل والمفصل الحضاري في معادلة حوار الشعوب وتعايشها والتئامها على الخير والمحبة والتسامح.
الأجندات الثقافية المولودة بعقلانية وتلازم الروح مع القلب مع العقل في الشارقة.. هي خريطة طريق أخضر وإنساني ومدني نحو فكر وأدب وفنون الحياة.
يوسف أبولوز
y.abulouz@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى