قضايا ودراسات

«الإخوان» وإرهاب الكلمة

شيماء المرزوقي

يقال إن رأس المال جبان، ويقصد أن هناك حساسية بالغة لدى المستثمرين، وأصحاب رؤوس الأموال في أي مكان من العالم. هذه الحساسية تدفعهم نحو الحذر أكثر من الاندفاع نحو استثمار أموالهم. ويظهر مثل هذا الحذر مع أول هزة تضرب السوق، أو انتشار مخاوف من وقوع أزمة، أو تدهور في الأمن الداخلي، أو بوادر اندلاع حرب، ونحوها، حيث يسارع المستثمرون لسحب أموالهم، وهذا شيء بديهي، وغير مستغرب، وهو ردة فعل متوقعة ومعروفة، وجميعنا، بطريقة أو أخرى، نتفق على أنها تحدث، وتقع.
لكن ما هو الحال عندما تجد بلداً ينعم بالاستقرار، وجذب المليارات للاستثمار، وهو محل ثقة كبيرة من البنوك العالمية، وتقارير صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي تشيد به، وتمتدحه في كل نشرة تتحدث عن اقتصادات الدول، ثم يكتب أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي كلمات كلها تشكيك، وتزييف، وأن هذا البلد يعاني شحّاً في السيولة، أو تعثراً في إتمام مشاريعه الاستثمارية؟ في الوقت الذي يشاهد الناس كل يوم حفل افتتاح وتدشين لمشاريع جديدة. ولو بحثت في المستوى التعليمي لهذا المغرد، فلن تجده قد أكمل التعليم الجامعي، أو يضع حرف الدال أمام اسمه من جامعة غير معروفة. من يتورط في هذه الممارسة هو تنظيم «الإخوان» الإرهابي الذي يجند أفراده للكذب والتزوير، ويحثهم على هذا العمل على أنه جهاد بالكلمة، وهم يخالفون نصاً قرآنياً صريحاً في تحريم تداول الأنباء الكاذبة، والمزورة، فهم لا يفهمون ما جاء في سورة الحجرات، بقوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».
وكما يظهر، وواضح من الآية الكريمة، فإن الله قد وصف من يحمل نبأ غير صحيح بالفسق، وأمر سبحانه بالتثبّت والتأكد، وهذا هو دورنا جميعاً، فلا ننساق نحو إرخاء السمع لتلك الأصوات الظلامية، وألا نبني عليها أحكاماً قاطعة، فهؤلاء بات الكذب ونشر الشائعات جزءاً من مخططهم لتحقيق مآربهم وأهدافهم التي لا دخل للدين الحنيف فيها، لا من قريب ولا من بعيد. وقد أثبت هذا التنظيم الظلامي مهارة في التزوير والخداع، وليّ الأدلة القرآنية والأحاديث الشريفة، فهم مصدّرو الإرهاب، ومنفذوه في مختلف الدول، والإرهاب بالكلمة لا يقل ضرراً وسوءاً.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

زر الذهاب إلى الأعلى