قضايا ودراسات

الإنذار المبكر بالحرائق

ابن الديرة

مشروع ربط المنازل، والأبراج والمنشآت التجارية، بمنظومة الإنذار المبكر من الحرائق، الذي دشنه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، خطوة ضرورية مهمة على نهج الاهتمام بالمواطنين وحمايتهم والحفاظ على أرواحهم، تشكل الاستجابة الواعية له، حصناً منيعاً يتصدى بفاعلية وكفاءة للحرائق، بتأمين سرعة التعامل معها، وتقليص آثارها السلبية إلى أقصى الحدود.
والخطوة السريعة المطلوبة بلا أدنى تأخير، هي مبادرة المواطنين بالارتباط بأنظمة الإنذار المبكر، ومنح هذا المشروع الاهتمام الذي يستحقه، حفاظاً على الأرواح والممتلكات، خاصة مع مبادرة الدولة بتحمل تكاليف الربط للفئات الاجتماعية غير القادرة على الوفاء بها، فأرواح المواطنين لا تقدر بثمن.
إن مشروع «حصّنتك» للمنازل السكنية يعتبر منظومة حديثة مبتكرة للإنذار بوقوع حرائق في المنازل أو يحذر من إمكانية وقوعها، باستخدام أنظمة ذكية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، عبر ربط المنازل السكنية بغرف العمليات في مراكز الدفاع المدني المنتشرة في طول البلاد وعرضها، بما يؤمن قدراً عظيم الأهمية من الحماية لسكان هذه المنازل.
لقد فقدنا العديد من المواطنين الذين قضوا في الحرائق مباشرة أو اختناقاً بالدخان والغازات المنبعثة عن بعض أنواع الحرائق، وباتت حماية الأرواح قضية وطنية تحظى بكل الاهتمام، والإسراع بالربط مع الجهات المعنية وتركيب أجهزة الإنذار المبكر مهمة لا تقبل التأجيل، ولا تحتمله في الوقت نفسه.
التحذير من انتشار الدخان يتم عادة بعد اكتشافه بالأجهزة الذكية التي تربط المنازل وأقرب مراكز الدفاع المدني إليها، فيتم تنبيه الأهالي بما يسمح بالتصرف السليم والحفاظ على الأرواح والممتلكات .
هذا المشروع الإنساني، الحضاري، يدعم بلا شك المكانة المحترمة التي تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد العالمي، من حيث تمتعها قيادة وشعباً ومنشآت بأقصى درجات الأمن والأمان والاستقرار، لتحتفل في يوبيلها الذهبي بعد فترة قريبة «2021» وتتمتع بنعمة السلامة العامة التي تواكب مظاهر الحياة والمعيشة فيها.
التصرف الفوري والسليم في حالات الطوارئ وعند وقوع الحوادث يتطلب تعاوناً على درجة عالية من الوعي بالمخاطر وأسبابها وطرق منعها ودرء أخطارها، وهو ما نأمل أن نصل إليه عندما تصبح جميع منشآتنا تنعم بتوفر متطلبات الأمن والسلامة، أجهزة حديثة، واستعداداً حكومياً وخاصاً، وتجاوباً شعبياً عالي المستوى.
كل التحية لوزارة الداخلية التي تبدي كل يوم المزيد من الحرص على التميز في مستويات جميع تعاملاتها مع الجمهور، وتحرص أكثر من الفرد نفسه على أمنه وسلامته وماله وعياله وممتلكاته.

ebnaldeera@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى