قضايا ودراسات

التكنولوجيا ومحاربة التغير المناخي

بيل جيتس*

هنالك الكثير من النظريات التي توفر حلولاً فاعلة لمحاربة ظاهرة التغير المناخي، ولكن للأسف، فإن الآليات التي تستطيع ترجمة هذه الأفكار لا تزال قيد التطوير، أو أن إمكانية تطبيقها غير متاحة الآن.
أول ما يتبادر إلى الذهن عند طرح سؤال: كيف نحارب التغير المناخي؟ هو تركيب الألواح الشمسية، ولكنني أرى الناس يشيرون إلى هذا الخيار من زاوية الحد من انبعاثات الغازات الضارة فقط.
هذا الفكرة ليست خاطئة، فأسعار الطاقة المتجددة تواصل الهبوط تدريجياً، وهناك العديد من الدول التي تتوسع في تبنيها، باستخدام التكنولوجيا الحديثة، والاعتماد عليها عوضاً عن المحروقات التقليدية التي تعتبر المسبب الأول لتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، في توليد الطاقة الكهربائية التي أصبحت جزءاً رئيسياً من أساسيات الحياة.
والأمر الذي يدعو للتفاؤل، هو أن الناس بدؤوا يدركون أهمية هذا التحول نحو الطاقة المتجددة، بسبب دورها في التخفيف من وطأة الظواهر السلبية.
ولكن في الوقت ذاته، فإنني أشعر بالأسى لعدم وجود كثير من الحلول الأخرى التي يمكنها معالجة المسألة بشكل نهائي، فالإنتاج العالمي من الكهرباء يسهم في توليد أكثر من 25% من انبعاثات الغازات الدفيئة سنوياً، وهو ما يعني أنه حتى إن استطعنا توليد كامل احتياجاتنا من الكهرباء من مصادر نظيفة، وهو أمر صعب التحقيق على أرض الواقع حالياً؛ فإن نحو 75% من مصادر الانبعاثات الأخرى ستتطلب حلولاً أخرى.
نحتاج الآن في سعينا لتفادي أسوأ الآثار الناتجة عن الانبعاثات الكربونية، إلى إيجاد معاهدة دولية متكاملة تُلزم جميع القطاعات بتحديد هدف واضح، وهو التوقف تماماً عن استخدام مصادر الانبعاثات الكربونية الحالية بحلول العام 2050، واستبدالها بمصادر تستند في المقام الأول إلى التكنولوجيا والأنظمة المرتبطة بها، فالتقنية ستعزز من قدرتنا على تخطي هذه العقبة الكبيرة، إذا ما أحسنا استخدامها وتوظيفها بالشكل الأمثل. فلنبدأ أولاً بالطاقة الكهربائية، وهنا تقع على الحكومات المسؤولية الأكبر.
العديد من القطاعات الأخرى يجب أن تتغير كلياً في اعتماديّتها على مصادر الطاقة، مثل الزراعة التي تنتج نحو ربع الغازات الدفيئة حول العالم، إضافة إلى الصناعة التي تستأثر بنحو 21%، والنقل العام 14%، إضافة إلى المباني التي تنتج نحو 6% منها. هذه العوامل مجتمعة، توضح حجم التحدي الذي يواجه البشرية في القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد حياتنا على هذا الكوكب، ولن يكون في مقدورنا التغلب عليها ما لم نتكاتف جميعاً.

*جيتس نوتس

زر الذهاب إلى الأعلى