قضايا ودراسات

الروس والانتخابات النصفية

جوناثان مورجان *

منذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016، التي تدخل فيها الروس، وأثروا فيما يبدو على نتائجها؛ من خلال حملات منظمة على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصاتها الشهيرة؛ مثل: «فيسبوك» و«تويتر»، نشروا فيها الكثير من الأخبار الزائفة والمعلومات الخاطئة، ومواقع التواصل الاجتماعي تلك تحاول إيجاد حلول فاعلة لمشاكل الاختراق، التي قيل إنها حدثت، من خلال العديد من الإجراءات التي اتخذتها.
تلك الجهود التي بذلتها المواقع ربما تكون مفيدة، فقد زادت أعداد المراقبين المستقلين الذين يتابعون أية محاولات للتدخل الخارجي، خاصة من جانب تلك المنصات الاجتماعية، وهو ما نتج عنه بالفعل تراجع محاولات الروس في الحملات المنظمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأفادني خبراء بمجال الأمن السيبراني بأنه ورغم أن الجهود المبذولة قوضت التكتيكات، التي اتبعها الروس في انتخابات عام 2016، فإنها لم تتمكن من إيقاف أنشطة تأثيرهم على مسارات الانتخابات بالكامل، وربما تكون الأنظمة الجديدة قد حفزتهم على إيجاد تكتيكات جديدة لاختراق مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي.
واطلعت على العديد من التقارير التي أشارت إلى أن الأنشطة الخاصة بمجموعات روسية كانت تحاول وبشكل كبير التأثير على الناخبين الأمريكيين من خلال حملات واسعة على «تويتر» و«فيسبوك» شهدت توسعاً كبيراً، ولكن الأنظمة المضادة التي تم تبنيها عملت على محاصرتها في أضيق نطاق ممكن، ويبدو أن عمالقة التكنولوجيا قد شعروا بالأخطاء التي ارتكبوها في السابق، ويحاولون الآن إصلاح ذلك بأي ثمن.
كما تمكنت أنظمة المراقبة الإلكترونية المخصصة لهذه الأغراض من اكتشاف أكثر من 400 موقع إلكتروني ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بجهات روسية تحاول التأثير على الناخبين الأمريكيين، علاوة على متابعة أكثر من 26 مليون منشور يختص بانتخابات التجديد النصفي على وسائل التواصل الاجتماعي، واتضح أن الجزء الأكبر من هذه الحملات تعمل وفقاً لتوجيهات من جهات سياسية عليا في روسيا.
ونتيجة للتغيرات الكثيرة التي طرأت على وسائل التواصل الاجتماعي منذ الانتخابات الرئاسية في عام 2016، والممارسات الخاصة بالكشف عن حملات البروباجندا، أعتقد أن الأوضاع الآن أصبحت تحت السيطرة؛ بعد الخطوات، التي تم اتخاذها، ومن المهم جداً على منصات التواصل الاجتماعي التركيز بشكل أكبر على هذا الجانب، والتوقف لبعض الوقت عن الاهتمام بكيفية تحصيل أكبر قدر ممكن من أموال الإعلانات؛ لأنه ودون ذلك ستكون الأوضاع صعبة جداً عليهم كما حدث بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2016.

* نيويورك تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى