قضايا ودراسات

الطريق إلى المستقبل

شيماء المرزوقي

ما يحتاجه عالمنا العربي للنهوض والتقدم، هو الأمل بالمستقبل، والعمل من الآن كمنظومة واحدة لتحقيق تلك الآمال. أدرك أن التحديات بالغة التعقيد، وشديدة الصعوبة؛ لأننا نتحدث عن بعض المجتمعات التي تعاني انفلاتاً أمنياً وحروباً أهلية وصراعات متباينة تكاد لا تتوقف، ومجتمعات أخرى تعاني التعثر الاقتصادي وغياب المعرفة، وخللاً في منظومة التعليم والرعاية الصحية والتعليمية، إلا أننا على الرغم من كل هذه الضبابية لا يمكننا تجاوز المستقبل وهو قادم نستطيع إحداث التغييرات خلاله، وإحداث نقلة وتطور.

وهذا الجانب تحديداً، كانت رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تجسده وتبثّه إلى مختلف المجتمعات العربية، التي يتوجه نحوها ويخاطبها، لفتح نافذة واسعة من المعرفة ستقودها نحو كشف سر من أسرار النهوض والتطور وتقدم الشعوب، وذلك عندما يقول سموه: «الاقتصاد عصب الحياة اليوم، كما كان عصب الحياة في الماضي، وسيكون عصب الحياة في المستقبل. إنه الخبز والكتاب والاستقرار والرخاء والسياسة، وجوهر العلاقات والمصالح بين الشعوب، ومئات الأشياء الأخرى التي يحتاجها الإنسان.
وتوافر كل هذا مع عناصر معينة أخرى، يمكن أن يُسهم في إطلاق شرارة الإبداع في جمهرة معينة من الناس، فيندفع كل منهم وراء الرؤية التي يعرفها ويبدأ جهد بناء الحضارة».
وكأن سموه يؤسس لنظرية جديدة في مجال النهوض الحضاري، ويدفع بالقارئ العربي إلى مساحة جديدة من الوعي، عندما يؤكد أن المشاركة واحدة من أسس هذا النهوض والتطور؛ حيث قال: «معظم الحضارات التي عرفها التاريخ لم تعمر طويلاً، ولم تترك بصماتها المستديمة في المسيرة الإنسانية، لكن البعض يصبح متميزاً. متى يحدث ذلك؟ عندما تستوعب أمة بعينها، الحضارات الأسبق، ثم تعبر الجسور القديمة إلى آفاق جديدة من التطوير والتميز. متى؟ عندما يتحول شعب بأكمله إلى فريق عمل واحد. نحن اليوم في الإمارات هكذا، ونحن اليوم في دبي هكذا».
وكما هو واضح، فقد وضع سموه الاقتصاد في مكانته وأضاف إليه المشاركة في البناء، وعدم إهمال القديم؛ أي الخبرات، والتوجه نحو الجديد الذي يحمل مبتكرات ومخترعات حديثة، وهذه المنظومة تعني ببساطة متناهية التقبل والانفتاح على الآخر. وجاء المثال من واقع تمكن ملاحظته ورؤيته، وهو النجاح في تحويل شعب بأكمله إلى فريق عمل منتج، تمكّن في غضون أربعة عقود من بناء دولة حضارية متقدمة متطورة، تسابق في مضمار التميز والابتكار، وهي الإمارات.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

زر الذهاب إلى الأعلى