مقالات عامة

الكاتبة الإماراتية في باريس

يوسف أبولوز

في نهاية مسرحية «كتاب الله- الصراع بين النور والظلام» لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ينطلق صوت يقول «.. أشركوا المرأة. أشركوا المرأة..» بعد انتصار النورانيين على الظلاميين.. وهي دعوة، إذاً، إلى احترام عقل المرأة وروحها وإبداعيّتها في الفنون والآداب والعلوم، وكل شؤون وتدبيرات الحياة وهي جوهر وجوهرة الحياة.
في تظاهرة الشارقة ضيفاً مميزاً على معرض باريس الدولي للكتاب نجد تطبيقات الدعوة الواردة في المسرحية على أرض الواقع، فقد ضمّت هذه التظاهرة أكثر من 15 كاتبة إماراتية من أجيال مختلفة منهن الشاعرة، والقاصّة والإعلامية والناشطة في حقل الثقافة الإماراتية منذ سنوات طويلة.
لقد كانت كوكبة نسائية متألقة في الوفد الإماراتي – العربي الذي أسهم في التعريف بالثقافة العربية في باريس.. والمرأة بإبداعها وحشمتها وثقلها الثقافي كانت موضع إعجاب القارئ الفرنسي، بخاصة، والمرأة الإماراتية تقرأ شعرها أمام جمهور متخصص بثقة عالية، وذات إبداعية تربت على ثقافات العالم، ومنها الثقافة الفرنسية.
المرأة الإماراتية في باريس، قدمت للفرنسيين صورة حضارية إبداعية إنسانية ومن شأن هذه الصورة أن تعمل على كسر ماهو نمطي ومُتداول عادة في الذاكرة الثقافية الغربية التي تصور المرأة العربية أحياناً على أنها معزولة في الهامش في إطار ثقافة ذكورية عربية طاغية.
المرأة العربية اليوم، ونموذجها الكاتبة الإماراتية في باريس، تكتب الشعر والرواية والنقد الأدبي، وتدرّس في الجامعة، وتقود الطائرة، وتدير الشركة والمؤسسة والوزارة، ويسطع نجمها في الإعلام، وإلى غير ذلك من ممارسة عملية يومية توازي في المهنية والحرفية أداء الرجل.
كوكبة من الكاتبات الإماراتيات في باريس أوصلن هذه الرسالة إلى أوروبا ممثلة في البلد التاريخي العريق فرنسا، الهنوف محمد، عائشة البوسميط، صالحة غابش، خلود المعلا، لولوة المنصوري، إيمان اليوسف، شيخة المطيري، إيمان بن شيبة، نورا بن هدية، عائشة النقبي، عليا الشامسي.. وغيرهن من صاحبات الأقلام النقية النظيفة المحبات لوطنهن الإمارات.. وطن المساواة وثقافة الإيجابية والمشاركة المنتجة.
إذا أردنا معاينة القيمة العملية الثقافية لحضور الشارقة في باريس، فحضور المرأة الإماراتية هو قلب هذه القيمة.. فهي روح المكان والزمان، وهي رمز كل ماهو جميل وطيّب وحنون.

yabolouz@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى