غير مصنفة

النصيحة جوهر الإنسان

شيماء المرزوقي

تأتي قيمة النصيحة كونها تنبع من حبك لمصلحة الآخر ومن مبادرة شخصية ذاتية، لأنك غير مطالب بتقديم النصح لأي أحد كان. وعندما تتجاهل إسداء النصيحة ويترتب عليها ضرر على الآخر، فإنك لا تتحمل عواقب أياً كان لونها أو صنفها، لسبب بسيط أن ماهية النصيحة تأتي من خلفية مختلفة تماماً، فهي عميقة ونقية ولا تشبه أياً من تعاملاتنا الاجتماعية الأخرى.
على الجانب الآخر عندما تتلقى النصيحة، فلا توجد أي قوة تلزمك بتنفيذها ولا توجد أي ضغوط ولا إرهاصات للعمل بها، وهذا لون آخر يميز النصيحة، فهي قد تنير طريقك وقد تجلب النجاح والتفوق ولكن في اللحظة نفسها تبقى مسؤولية تنفيذها عليك ووحدك؛ فعندما تقرر التجاهل فإن النتائج سواء إيجابية أو سلبية تترتب عليك أنت دون سواك، فلا يمكنك لؤم أحد ما.
ووفق هذه الآلية يكون للنصيحة مكانة كبيرة في سياج المجتمع وعلى مختلف التعاملات البشرية، فهي متنوعة ولها أشكالها وأيضاً أحجام مختلفة، فهناك النصيحة الطارئة التي لا بد أن تقال ويتم إسداؤها في وقت محدد وإذا تجاوزت هذا الوقت، فلن يكون لها أي صدى أو لم تعد النصيحة في مكانها. ومن أمثلة النصيحة الطارئة هو حيرتك في تنفيذ مشروع ما أو انتقالك لعمل آخر أو غيرها من القرارات المصيرية التي لابد فيها من الاختيار بين خيارين أو أكثر، وهنا تحتاج للنصيحة التي تحمل خبرات تفتقرها ومعلومات تجهلها تساعدك لاختيار الطريق الأصح والصائب لتوجهك، وهناك النصيحة المستقبلية وهي تلك التي تسدى عن المستقبل وتحثك على القيام بأعمال ومهام وقتية وآنية ولكن النتائج ستكون في المستقبل؛ حيث يتنبأ الناصح بأن تنجح وتكون سباقاً فيها. ومن الأمثلة أن يقف أحد الطلاب في حيرة أي التخصصات العلمية الجامعية يتوجه نحوها، فيأتي الناصح ويبلغه بأن التخصصات الطبية عليها طلب عالمي والكوادر الطبية تحتاجها مختلف دول العالم، أو أن ينصحه بالتوجه نحو دراسة علوم الذكاء الاصطناعي كونها هي الثورة القادمة، ونحوها من النصائح التي تستهدف المستقبل ليكون مستقبلاً مشرقاً وجميلاً.
وهناك عشرات العشرات من أنواع النصائح وكما ذكرت في مختلف أجزاء وأركان مجتمعاتنا وأيضاً في مختلف تعاملاتنا، المهم ألا تتردد إذا وجد لديك العلم والمعرفة، أن تسدي النصيحة للجميع ودون أي تمييز، لأن النصيحة الصادقة النابعة من القلب عمل خير، سترتد عليك إيجابياً في حاضرك ومستقبلاً.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى