غير مصنفة

بالعلم نعمل.. بالعلم نصل

ابن الديرة

يتحقق انتماء دولة الإمارات إلى العلم والحضارة يومياً، لكنه تأكد أمس في تجليين واضحين، حيث أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، برنامج «الإمارات لروّاد الفضاء»، وهو أول برنامج من نوعه على مستوى الوطن العربي لاختيار، وإعداد، وتدريب أربعة رواد فضاء إماراتيين، وإرسالهم في مهمات مختلفة إلى محطة الفضاء الدولية خلال السنوات الخمس القادمة، وافتتاح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أعمال المؤتمر الدولي الثالث لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين تحت شعار «التراث العلمي العربي والإسلامي إبداع وتثاقف وتعايش». الرابط بين الحدثين وثيق، ومؤداه أن دولة الإمارات دولة علم وعمل، وأن طموح الإمارات لا ينتهي وليس له حد.
قال محمد بن راشد إن أبناء الإمارات سيكسرون حاجزاً جديداً في طموحهم الذي لن تحده سماء أو فضاء، ولا توجد قوة تقف أمام إرادة شعب يحب المستحيل. المعنى أن الوصول إنما بالعلم والمعرفة، والقصد هنا أن انتماء الإمارات للعلم يجعلها أقدر على مواجهة كل الاستحقاقات والتحديات، وأن ما يتحقق هنا من منجز لا يتحقق جزافاً، وإنما عبر العلم والوعي والتخطيط وحساب المنطلقات والآليات والغايات، ثم إخضاع النتائج لمعايير طموح لا يحد، ولا تحده سماء.
في الشارقة يمضي سلطان العلم والثقافة في بناء مجد يتكدس بعضه فوق بعضه، وأساسه العلم، ووسيلته العمل، وسقفه طموح جعل من الشارقة عاصمة ثقافية إسلامية، وعاصمة ثقافية عربية، وعاصمة سياحية، والاستحقاق القريب الكبير أنها، بإقرار من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» العاصمة العالمية للكتاب ( 2019 ). أما مؤتمر تاريخ العلوم عند العرب، فليس إلا دليلاً على شغف الشيخ الدكتور سلطان بالعلم والفكر والثقافة، وهو العالم والمؤرخ والمبدع ذو المكانة العربية والعالمية المعلومة.
تنطلق الشارقة نحو مستقبلها الكبير عبر نافذة الثقافة وجسر العلم، وتنطلق الإمارات إلى الفضاء محققة روح شعب الإمارات الوثابة، والمتطلعة أبداً إلى القمم العالية.
وبين هذا وذاك، وبين ما هو أعمق وأبعد، تذهب دولة الإمارات، بكل جدية وإتقان وإخلاص، في تحقيق مشروعها التنموي والعلمي والحضاري، ومطلوب أن يفهم مجتمعنا ما يجري في هذه المسارات جميعاً وأن يستوعبه جيداً، خصوصاً فئة الطلاب والشباب، كونهم أمل البلاد، ومن بهم الاعتداد، وعليهم الاعتماد.
أما بعد، فعلى الجميع، مواطنين ومقيمين، العمل على إنجاح القيم النبيلة التي قامت عليها الدولة، وتسعى الآن إلى تحقيقها على الأرض، حتى أصبح مؤكداً الآن أن القطيعة بين المادي والمعنوي في بلادنا أكذوبة أو إشاعة مغرضة.
وليس إلا العلم طريقاً إلى العلى، وليس إلا الإيمان منهجاً قويماً نحو الطمأنينة والقوة والثقة.

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى