قضايا ودراسات

بكبسة زر

محمد إبراهيم

بكبسة زر يستطيع الطالب معرفة الاتجاهات ومواقع الصفوف الدراسية، وبأخرى يتمكن من التحكم الشخصي في مستوى الإضاءة المثالي داخل قاعات الدرس، وبثالثة يتحكم في درجة التبريد التي تناسبه، وبرابعة يطلع على المحتوى العلمي لدراسته وجدولته الزمنية، وبخامسة يؤدي امتحاناته ويتعرف إلى نتائج تقييمه.
هذه ليست رواية أسطورية، أو مشهداً من أحد أفلام الخيال العلمي التي تصور لنا مواصفات البيئة التعليمية المتقدمة، وأثر التكنولوجيا في تحقيق المرونة والبساطة في الحياة الأكاديمية مستقبلاً؛ بل واقع ملموس جسدته لنا جامعة حمدان بن محمد الذكية، منذ أيام، من خلال انطلاق «المبنى الجامعي الذكي» الذي جعلها تتصدر العالم كأول مؤسسة أكاديمية، تدير بيئتها التعليمية وفق 4 أنظمة ذكية، تحاكي في مضمونها أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.
جاءت مشاهدات هذا الإنجاز مبهرة للجميع؛ نظراً لتفرد المبنى بمرونة منقطعة النظير، فضلاً عن التكيف والقدرة على مواكبة متغيرات المستقبل بسرعة فائقة، إضافة إلى المزايا التفاعلية التي أتاحت تجربة فريدة من نوعها للمجتمع الأكاديمي، مستندة إلى منظومة ذكية متطورة لتعزيز الكفاءة التشغيلية، بما يتواءم وأفضل ممارسات الاستدامة والابتكار.
ولعلنا هنا نتذكر مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بأن الإمارات لن تقبل إلا بالمركز الأول في المجالات كافة، وها نحن الآن نقرأ سطوراً تترجم بواقعية، رؤية سموه الثاقبة في استشراف المستقبل، لنبدأ معاً رصد المراكز الأولى عالمياً، لا سيما أنها جاءت هذه المرة، لترسم ملامح مرحلة جديدة من التميز في التعليم العالي، وتعزز مسارات إثراء المخزون المعرفي ودفع عجلة التحول الذكي، مع الارتقاء بجودة البحث العلمي وريادة الأعمال.
إن ما قدمته الجامعة، يعد خطوة فاعلة على طريق إعادة «هندسة التعليم» وإدراك مفاهيم واتجاهات الثورة الصناعة الرابعة، وطرائق توظيف الذكاء الاصطناعي في بناء البيئة التعليمية الجاذبة للطالب والهيئات «التدريسية والفنية والإدارية»، كما يجسد هذا المشهد النهضة والتميز والريادة التي وصلت إليها الإمارات.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن، متى سنرى جميع جامعاتنا ومدارسنا ذكية، تدار بيئاتها التعليمية بنسبة «صفر» تدخل بشري؟ نعم لدينا البنية التحتية والصفوف المجهزة والآي باد، والمنصات الذكية، ولكن هذا لا يكفي مع أخطبوط يسمى «الذكاء الاصطناعي». نحتاج إلى مبادرات على شاكلة إنجاز جامعة حمدان بن محمد الذكية، فالقيادة الرشيدة وفّرت كل الإمكانيات، وقدمت وما زالت تقدم الدعم اللامحدود، من أجل تعليم من الطراز الأول، ومنتج تعليمي ينافس العالمية.

Moh.ibrahim71@yahoo.com

زر الذهاب إلى الأعلى