قضايا ودراسات

تجارة الحب والحقد

عبداللطيف الزبيدي

هل يحتاج تحليل شخصية نيمراتا راندهاوا، إلى قراءة واقعية بسيطة؟ سفيرة ترامب لدى منظمة الأمم، لها سيرة ذاتية حافلة بكل ما من شأنه إحاطتها بهالة أسطورية من التألق والنجومية، لكنها بعد مسيرة كفاح وصولي، فوجئ الناس باستقالتها في سبيل «استراحة».
لا شيء في سلوكها الذهني والميداني يدل على اقتناع بنهج أو إيمان بمبادئ. لقد أدركت بخبرتها في المحاسبة، أن التألق سياسياً في الولايات المتحدة، والارتقاء إلى المصاف العليا فيها، يستلزمان تقديم فروض الولاء للوبي اليهودي، «إيباك» و«إسرائيل»، بالتالي أن تكره ما يكره هؤلاء، أن تحب ما يحبون وأن تفكر كما يفكرون، من دون كيف ولماذا. نيكي هايلي ذات ذكاء مكيافيللي، أدركت أسرار قواعد اللعبة: الديمقراطية الأمريكية لا تعرف حدوداً، ففي إمكان ابنة مهاجريْن هندييْن سيخييْن أن تصبح سفيرة لدى المنظمة الأممية؛ أي في دائرة الأمن القومي وما أدراك شريطة الشروط المشروطة. هذا لا شيء، فكسينجر المهاجر الألماني، غيّروا الدستور كرمى لعينيه والبقية.
لا يستقيم في التحليل الموضوعي العقلاني، أن تكون مواقف هايلي المبالغ فيها إلى ما فوق الشطط، صادرة عن عشق «روائع» السياسة «الإسرائيلية» منذ زرع الكارثة. لا يمكن أن تكون السفيرة مغيبة عن سبعين سنة من عذاب الشعب الفلسطيني المظلوم. الحب الذي تتظاهر به إزاء «إسرائيل» تجارة، والرفض وإنكار الحق والغلظة التي تبديها بكل قسوة إزاء كل ما هو فلسطيني وعربي، ليست سوى تجارة أيضاً. في قرارة نفسها، لا يمكن أن تكون بنيتها الفكرية والإدراكية في هذا المستوى من انعدام الأسس المنطقية، التي يقوم عليها سلوك كسلوكها، لكن كان عليها أن تستقيل بعد التصويت المدوّي على القدس عاصمة أبدية للغاصبين، حتى لا تقع في مهزلة قيادة حفنة متظاهرين ضد الرئيس الفنزويلي الذي كان يخطب في الأمم المتحدة، وهي سفيرة في المنظمة!
لزوم ما يلزم: النتيجة المنطقية: هل أدركت الدولة العميقة أن مبالغات السفيرة شوّهت صورة الإمبراطورية؟

abuzzabaed@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى