قضايا ودراسات

تصريحات قرقاش

ابن الديرة
مع مرور الأيام والسنوات، تثبت الدبلوماسية الإماراتية جدارتها وأحقيتها، فهي نتاج نهج القيادة الذي هو بعض غرس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وهو بعض نهج التمكين على يد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبعض ما يترتب على رشد الحكم متحققاً على يد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
سياسة الإمارات الخارجية هي ثمار الجهود المتعاظمة لمهندسها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وفريق عمله، وفي ضوء سياسة الإمارات تقرأ تصريحات الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، التي تعبر أحسن تعبير عن اعتدال ووسطية وتوازن سياستنا الخارجية، وهي المنسجمة مع توجهات القيادة نحو نهضة الداخل، فلا هدف إلا تحقيق مصلحة شعب الإمارات وشعوب المنطقة.
يعيد الوزير قرقاش المسألة القطرية إلى جذورها، مشدداً على أن الغاية ليست تغيير النظام وإنما سياسة النظام القطري، ورابطاً بين الأزمة الحاضرة وأزمة العام 2014، فهذه سليلة تلك، وتلك سليلة إرهاصات بدأت في النصف الثاني من التسعينات، يوم تولى الأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني حكم قطر، وبدأ يبحث عن دور كبير للدولة الصغيرة.
نقاط الخلاف، وفق قرقاش، محددة، ولا نجاح لأية وساطة، مع الاحترام والتقدير الكاملين لقائد الإنسانية الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت الشقيقة، إلا إذا بدأت الجارة المربكة المرتبكة في تنفيذ الشروط المطلوبة، وفي الواجهة التخلي، نظراً وعملاً، عن دعم التطرف والإرهاب، والتخلص من واجهات إعلام السوء والسقوط، خصوصاً قناة الجزيرة الإخوانية الإرهابية، والتزام الحد الأدنى من سياسة خارجية مشتركة ضمن منظومة مجلس التعاون، وضمن ذلك يندرج عنوان العلاقة مع مصر، وضرورة الاعتراف بالوضع المصري الجديد الذي أصبح قديماً، والذي اعترفت به كل الدنيا وظلت قطر تصر على وصفه بـ«الانقلاب».
في التفاصيل، تأتي حتمية طرد جميع قيادات تنظيم الإخوان المسلمين من الدوحة، والتخلي عن دعم قيادات أخرى مقيمة في تركيا وبريطانيا وغيرهما، كما تأتي حتمية طرد عرابي الخراب والإرهاب من قطر، بمن فيهم القائمون على الواجهات الإعلامية القطرية التي تحولت إلى أبواق منفلتة تقودها مجموعة مفضوحة من المرتزقة بالمعنى الحقيقي لا المجازي.
المسألة مسألة مصير ووجود، والقضية قضية أمن واستقرار أوطاننا، فلا مجاملة أو مساومة.
ما هو مستقبل الأزمة الحاضرة مع قطر؟ بالحس الموضوعي نفسه، يجيب الدكتور أنور قرقاش، ذاهباً إلى نتيجته المنطقية بعد مقدماته المنطقية: إما أن تلتزم قطر تعهداتها منذ اتفاقات 2014 وما استجد بعدها، وإلا المضي في مزيد من العقوبات والقيود.
تصريحات الوزير قرقاش هي حديث الشفافية والحكمة والعقل والمنطق، وتلك سمات سياسة الإمارات الخارجية، إرث الفخر والاعتزاز، ونهج التوازن والاعتدال والحرص على الحاضر والمستقبل.

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى