قضايا ودراسات

حياة مكثفة وممتلئة ورحبة

يوسف أبولوز

كتبت على مدى حوالي عشرة أيام عن نبض الحياة في مصر خلال زيارة قصيرة هي الأولى، ولن تكون الأخيرة إلى بلد مليوني كل شيء فيه يدفعك إلى الكتابة بغزارة، وبإقبال على الحياة.
جريدة الجمهورية ركن عريق من أركان الصحافة المصرية، أسسها الزعيم جمال عبدالناصر في 7 ديسمبر 1953. وفيها أمس خبر حول وجود مقام لأحد الأولياء داخل حوش مدرسة الشهيد خالد حسانين للتعليم الأساسي في مدينة طوخ في محافظة القيلوبية، وأكد أهالي القرية أن المقام يدعى مقام الشيخ مرعي «مُقام منذ سنوات للبركة..». الأجهزة الأمنية، بحسب الخبر توجهت إلى مكان المدرسة؛ لاتخاذ الإجراءات القانونية.
«الأخبار».. أسسها مصطفى أمين، وعلي أمين في العام 1952، يكتب فيها يومياً أكثر من عشر كتّاب غير كتّاب الرأي، وبالإجمال، يطل يومياً على قراء الصحف في مصر أكثر من مئة كاتب في زوايا منتظمة غير كتّاب الرأي، أما الأخبار، فهي انفرادات تلو انفرادات حتى الصغيرة منها على عمودين أو ثلاثة أعمدة؛ ولكنها ذات أهمية ثقافية واجتماعية مثل هذا الخبر العادي بالنسبة للقارئ المصري، ولكنه يشير إلى الوحدة الدينية في البلد المليوني العصي أبداً على أي اختراق ديني من جماعات التكفير التي تجر أذيالها إلى الفشل والخيبة، ففي الأخبار خبر عن تنظيم أمسية شعرية في مدح «عيسى ومحمد» أقيمت قبل يومين بقرية دلجا في محافظة المنيا حضرها أكثر من 2500..، مشهد كما تقول الصحيفة يشعرك بالسعادة والتفاؤل جمهوره أكثرهم في السادسة عشرة من أعمارهم.. أما الروح الوطنية المصرية فتتمثل في هذا الخبر في جريدة «اليوم السابع». فقد قررت النجمة السينمائية نبيلة عبيد ذات الحضور المعنوي والفني في الذاكرة المصرية والعربية تنظيم معرض خاص لبيع جميع ملابسها ومقتنياتها التي ظهرت بها في أعمالها السينمائية والتبرع بقيمة أموالها إلى صندوق «تحيا مصر».. «.. على غرار الفكرة التي نفذتها النجمة سميرة أحمد، بحسب الصحيفة».
روح اجتماعية متماسكة. نبذ للتطرف والتعصب.
الصحيفة في مصر لم تقص أية سنتيمترات من أعمدتها الثمانية.. و«المصري اليوم» 16 صفحة، وكذلك «اليوم السابع».. «الأهرام» 20 صفحة، وكذلك «الأخبار»، و«الجمهورية».. الصحيفة رحبة عريضة ممتلئة واسعة بما يتماثل مع شيء من طبيعة المصري نفسه: الكثافة، والامتلاء، وحب السرد والحكي والخبر.. والسخرية المؤدبة أيضاً.
..شكراً لعشرة أيام في مصر.. مكثفة وممتلئة ورحبة هي الأخرى مثل الصحف والحياة والناس.. وداعاً إلى اللقاء.

y.abulouz@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى