قضايا ودراسات

دعم الثقافة حضارة

حصة سيف

حين تتضافر الجهود الحكومية والخاصة دعماً للأنشطة الثقافية والتعليمية والرياضية، فإنها تقيس مدى ترسخ القيم الحضارية في الداعمين لمؤسسات المجتمع المدني الراعية لتلك الأنشطة الثقافية والرياضية والتراثية.
وحرص قيادتنا الرشيدة على تنمية مهارات شرائح معينة تعنى بتنمية المجتمع، لا بد أن يظهر ذلك الاهتمام أيضاً من القطاع الخاص، ويقدم دوره بالدعم اللا محدود أيضاً للأنشطة التي تستهدف بناء الأفراد وتنمية مهاراتهم في مختلف المجالات.
في ندوة «العقلية الريادية في الإدارة الحكومية» التي قدمها محمد العبار رئيس مجلس إدارة إعمار العقارية، أكد في محاضرته مدى اهتمام صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، بالتعليم الخيري لدرجة تواصله معه في ساعات متأخرة من الليل لطرح أفكاره لدعم ذلك القطاع الحيوي والمهم حضارياً، فهؤلاء هم قادتنا ممن يواصلون الليل والنهار كي ينعم الجميع بخيرات الوطن، وكي يعم الخير كل مواطن ومقيم على أرضنا، وخاصة في تقديم الخدمات التعليمية المجانية، التي فيها تتكامل صورة حضارية لمجتمعنا.
وليس في ذلك الشأن فقط، إنما في كل الأنشطة الثقافية؛ فبالأمس القريب دعمت حرم صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، الشيخة هنا بنت جمعة الماجد أنشطة جمعية مرشدات الإمارات، التي تترأسها التربوية مريم سعيد الشحي في الإمارة، والتي لا تتوانى عن إرشاد المرشدات والزهرات والقائدات في الجمعية لإبراز الوجه الحضاري دائماً لدور ابنة الإمارات خاصة في التطوع.
وبمثل ذلك الدعم الحكومي والعمل التطوعي لمؤسسات المجتمع المدني، تتكامل صورة رقي مجتمعنا، إلا أن ما ينقصنا فعلًا هو دعم القطاع الخاص لتلك الأنشطة، فقد انكفأ وحده طويلاً في عمله بعيداً عن دوره في تقديم المسؤولية المجتمعية، إلا من بعض المبادرات الخجولة، والتي آن لها أن تزداد، خاصة في عام الخير الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ونحن على مشارف استقبال عام زايد، نحتاج إلى تضافر الجهود ليعم الخير، فكل دعم يقدم لتلك الأنشطة هو أيضاً دعم يستفيد منه في المقام الأول القطاع الخاص، وكل حركة ومبادرة ثقافية تحرك على الأقل ثلاث شركات أو منتجات، وبذلك تدور عملية التطوير والتنمية وتشمل كل القطاعات، ألا ليتهم يعلمون ؟!

hissasaif@yahoo.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى