مقالات عامة

صناعة المستقبل

شيماء المرزوقي

لقد تعودنا من قادتنا وشيوخنا أن الفعل مقدم على القول والتصريح، وهذا ماثل في كافة تفاصيل يومنا وحياتنا. ولم تحقق الإمارات كل هذا الوهج والتطور من فراغ، بل بهمّة الرجال وتخطيط طويل وقصير الأمد، لذا لم نعد نستغرب قراءة كل هذه التصريحات التي تنشر وهي تحمل تقارير للمنظمات الدولية والتي تتحدث عن الرفاه والتقدم والتطور الذي نعيشه في مختلف مجالات الحياة، فالواقع ينبئ ويتحدث بما هو أعظم، وكثيرون هم المسؤولون الدوليون الذين يزورون الإمارات ثم يتحدثون عن واقع مذهل وحضارة وتقدم فريد ونظام وتنظيم يدعو للفرحة والسعادة.
ورغم كل هذا الوهج تلمس وتشاهد أن عجلة التطور والتقدم والسعي لم تتوقف ولم تبطئ من مسيرتها، حتى على مستوى الأسر تجد أن الآباء والأمهات في سباق لتعليم أطفالهم آخر العلوم والتقنيات، لأن الإدراك اتسع ونما وتطور بأن المستقبل حليف لمن عمل وتعلم ولمن سهر ورسخ القيم وأدرك أن الغد يحتاج لتقنيات ومعارف مختلفة تتميز بالتفرد والسبق. ولا غرابة ولا استغراب بأن يكون مثل هذا التوهج وهذا التفكير في ذهن وعقل كل إماراتي، خاصة ونحن نستلهم هذه القيم ونتعلمها من قادتنا، فهذا هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي دوماً يصرح ويتحدث عن أهمية العمل وأهمية التطور ومسابقة الأمم، فخلال حضور سموه لمخيم دبي الإعلامي في المرموم الذي نظّمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي تحت شعار «دبي.. أخبار مستمرة»، قال رعاه الله: «العالم يتغيّر من حولنا بسرعة كبيرة وعلينا مواكبة ذلك بأفكار مبدعة ومفاهيم جديدة، رسالتنا إلى العالم لا بد أن تكون واضحة وقوية تعكس قدرتنا على الإنجاز وتعبّر عن طموحاتنا كصنَّاع للمستقبل».
وإذا أمعنا النظر في عمق هذه الكلمات فإننا نجد معاني جديرة بالتوقف والتأمل، فسموه يبين حجم التغير الذي يشهده عالم اليوم، والمطلوب منا ليس التماهي ولا التماشي مع مثل هذه التغييرات، بل صناعة التغير الذي نحتاجه، وتحديد مجالات التقدم الذي نتوجه نحوه بالمزيد من الأفكار والمزيد من الإبداع. ما يريده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، ليس ضمان مستقبل واعد للأجيال والمجتمع، بل صناعة هذا المستقبل وتصميمه لخدمة البشرية والمنافسة في مسيرة الحضارات والأمم، وإنا بحول الله قادرون على تحقيق هذه الرؤية الفريدة المتميزة.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى