قضايا ودراسات

عشماوي مصير الإرهابيين

مفتاح شعيب

تلقت التنظيمات الإرهابية، ضربة قاصمة؛ عندما تمكن الجيش الليبي- مؤخراً- من اعتقال المتطرف هشام عشماوي، العقل المدبر لعمليات إجرامية عدة في مصر. وكان القبض عليه نصراً عسكرياً على الإرهاب، وأكبر ما في النصر؛ ضبطه وهو ما يزال حياً؛ لأنه يعد «صندوقاً أسود» يحتوي على كثير من الحقائق عن الجرائم المرتكبة، والمفترضة على السواء، كما يبعث القبض عليه، رسالة إلى جميع الإرهابيين؛ مفادها أن يد العدالة ستصلهم في النهاية.
منذ سقوط تنظيم «الإخوان»، اكتوت مصر كثيراً بنار الإرهاب، ودفعت عشرات الشهداء من الجيش والشرطة والمدنيين في عمليات مروعة، طاولت مناطق حيوية، في مسعى بائس؛ لتصوير البلاد على أنها غير آمنة، وتفتقد إلى عوامل الاستقرار، بما يعطل مشاريع التنمية والنهوض، التي بدأتها الدولة؛ بعد ثورة 30 يونيو/حزيران. وفي محاولة للإطباق على مصر، انتشرت الجماعات الإرهابية في سيناء، وسعت إلى استنزاف مقدرات البلاد، كما تحولت ليبيا إلى تهديد كبير من الحدود الغربية، ومن تلك الجهة تم التخطيط لتنفيذ جرائم عدة، كانت كلفتها البشرية من الأبرياء باهظة. وقد كان الإرهابي عشماوي مدبر كل تلك الفظاعات، ومحرك التنظيمات الإجرامية في مصر وليبيا ودول أخرى، مستخدماً في ذلك خبرته العسكرية؛ عندما كان عنصراً في قوة «الصاعقة» التابعة للجيش المصري. ومن المتوقع، أن القبض عليه حياً، وإخضاعه للتحقيق؛ سيقدم للسلطات الليبية والمصرية كنزاً من المعلومات، ستفيد حتماً في كشف حقائق ووقائع عدة، كما سيمدهما بمعطيات تُمكن من استباق أي جرائم، تخطط لها التنظيمات الإرهابية.
لا شك أن الحرب الدائرة على الإرهاب، قد حققت إنجازات كبرى، أحدها ضبط عشماوي، الذي سيزيد من العزم المصري والعربي والدولي على تعقب التنظيمات التكفيرية، وقطع دابرها؛ لكن يجب التنبه إلى أن الجماعات الإرهابية، ومن يديرها، تحاول امتصاص الضربات الموجعة، التي تتلقاها في أكثر من ميدان؛ ومن هذا المنطلق، يجب على القوى المكافحة للتطرف، اعتماد أقصى درجات الحيطة والانتباه، في ضوء ما يدور من تقارير عن محاولات؛ لإعادة نشر الإرهابيين في المنطقة، وبرز هذا التخوف من التقارير الواردة من إدلب السورية؛ فهي بؤرة تعج بعشرات آلاف الإرهابيين، وهناك محاولات لتصريفهم من تلك المنطقة إلى وجهات أخرى؛ منها ليبيا والعراق، بحسب بعض التقارير.
في غمرة هذا الاشتباك بالمعلومات والمنجزات، يحق للجيش الليبي، أن يفخر بالإنجاز، الذي حققه، كما يحق لمصر أن تثق بأن جهودها في الحرب على الإرهاب تسير من إنجاز إلى آخر؛ بدليل الضربات المؤلمة، التي تسددها في سيناء؛ حيث يتساقط الإرهابيون بالعشرات. ويمكن أن يتم في القريب العاجل، إعلان النصر النهائي، وحين يتحقق النصر سيكون أكبر قصاص من الإرهابيين، وأسمى ثأر للشهداء والضحايا، الذين سقطوا بالمئات غيلة وغدراً.

chouaibmefath@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى