مقالات سياسية

قطر ومنظمات إضاعة الحقوق

محمد الحمادي

القدر هو الذي أوصلنا إلى أحد القياديين في المنظمات الدولية الحقوقية القطرية، وهذا العضو النشط في تلك المنظمات ترك العمل معها عندما اكتشف حقيقتها، والحديث مع هذه الشخصية الحقوقية أوصلنا إلى حقائق مرعبة ومعلومات خطيرة عن المنظمات الحقوقية، فلطالما كنا نتساءل عن تلك المنظمات الحقوقية التي تصدر تقارير مسيئة وكاذبة وسلبية وخاطئة وغير دقيقة عن دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والبحرين ومصر، وعن كثير من الدول العربية لتفاجأ بأن من يمول تلك المنظمات هي الشقيقة والجارة العزيزة قطر، فبين الفترة والأخرى تصدر تقارير تهاجم الدول العربية حول حقوق الإنسان وحقوق العمال، وعن حرية الرأي والتعبير، وتتكلم هذه المنظمات عن سجناء رأي وعن سجون سرية وعن معتقلين سياسيين، وأشياء كثيرة لا نعرف عنها إلا في تلك التقارير، وكنا نتساءل من وراء تلك المعلومات المضللة التي تصل للمنظمات فتعمل عليها، وتستخدمها في توقيتات معينة لضرب الدول العربية وخصوصاً هذه الدول الأربع!

هذا القيادي الذي يعمل منذ سنوات طويلة مع المنظمات الحقوقية العربية والدولية، ويعرف خباياها وأسرارها، ‏يكشف أن الكثير من تلك المنظمات لها ارتباطات مع قطر التي تخصص ملايين اليورهات لإنشاء ودعم وتمويل كثير من تلك المنظمات، وفِي العام الماضي فقط، دفعت قرابة مليون ونصف المليون يورو لإنشاء 17 منظمة حقوقية، أما المعلومة التي يجب أن يقف أمامها العرب طويلاً فهي برنامج «سوليا» الحقوقية التي كشف هذا الحقوقي أنها أداة قطر وإيران والإخوان لتخريب الأمة العربية، فضلاً عن منظمات ومراكز حقوقية أخرى مشبوهة تديرها قطر مع إيران لتأزيم أوضاع دول مجلس التعاون الخليجي.

معلومات كثيرة توصلنا إليها من خلال حديث هذا العضو الحقوقي السابق مع قطر، وننشرها اليوم في «الاتحاد»، وهي معلومات تجعلنا نصدم من فعل الشقيق تجاه أشقائه، والأكثر صدمة أن يكون جزء كبير من هذا العمل بالتعاون مع إيران هذه الدولة التي تعادي الدول العربية وتزعزع أمنها واستقرارها وتتدخل في شؤونها بشكل يومي، مما يجعلنا مجبرين على إعادة النظر في كثير من الأمور في مجلس التعاون الخليجي، وفي التحديات التي تواجهنا في المنطقة، وفي أعداء هذه المنطقة والعرب جميعاً.

هذا ليس اختلاقاً للتهم ضد قطر وليست معلومات مفبركة فكل شيء موثق وكثير من هذه المعلومات معروف لدى من يعرفون دهاليز العمل الحقوقي، لذا كانت صدمتنا كبيرة من حديث هذا الحقوقي والمعلومات التي ذكرها، وهذه الصدمة ليس لأن من يعمل ضدنا عدو نعرفه، ونعرف كيف نواجهه وإنما لأن الضربة تأتينا من شقيق ومن جار لا يفصلنا عنه شيء، فهذا البحر بحرنا، وهذه الأرض أرضنا جميعاً نتشاركها منذ قرون، ‏فلماذا كل هذه الأعمال التي لا نستوعب أن تأتي من شقيق من دمنا ومن لحمنا؟!

 

نقلا عن جريدة الاتحاد

زر الذهاب إلى الأعلى