قضايا ودراسات

ليكن المغرب مشرقاً عربياً

عبداللطيف الزبيدي

هل حانت إعادة التوازن إلى المغرب العربي؟ طال أمد العواصف السياسية التي عكّرت الأجواء بين الجزائر والمغرب الأقصى. نعرف الكثير من الأسباب الظاهرة والباطنة، ولكن العلم بها أسوأ من جهلها، لأنه لا يزيد المرء إلاّ يقيناً من أن العرب لا يستطيعون حلّ مشكلاتهم.
العاهل المغربي، الملك محمد السادس، أبدى استعداده للحوار مع الجزائر، فعليها أن تمدّ إليه يدا للمصافحة، التي اشتقّتها العربية من الصفح، نحو الصلح والتعاون لمصلحة الشعوب. الكرة الآن في الملعب الجزائري، والعالم العربيّ في حاجة إلى أيّ رأب صدع. بصراحة، مللنا تحطيم الأرقام القياسية لأخوات البسوس وداحس والغبراء. في الأقل، فليجنحوا للسلم تكريماً لحشد كبير من كبار المفكرين المغاربيين الذين رفعوا راية العقل في الشمال الإفريقيّ على مدى عشرات السنين، إلى جانب أساطين في الفكر الإسلامي واللغة والتاريخ والنضال ضد الاستعمار. أعلام أجلاّء ذهبت مآثر عقولهم الفذّة أدراج الرياح، شادوا صروحاً فكريّة للأمّة، فألقت بمفاخرهم إلى حيث ألقت.
الحقبة الحالية غريبة الالتباس على نحو لا سابقة له. لم يعد للعالم العربي إقليم أو منطقة ليس لديها ما يشغلها سلبياً. الكل مستهدف، سواءٌ أأذنب أم لم يذنب، الكل مصاب أو مصاب بالقرينة: كارثة ليبيا، تعانيها مصر وتونس والجزائر وحتى المغرب. قس على ذلك مشرقاً. معنى ذلك في الاستدلال، أن أيّ التئام للجراح في أيّ إقليم أو منطقة عربية، يفتح أبواب التفاؤل، ويحيي الآمال في إمكان العلاج والشفاء. لا شك في أن على الجامعة العربية أن تدرك أن تلقف الكرة ولعب دور عاجل وفعّال بين البلدين المغاربيين، وحث تونس وموريتانيا، على دفع عجلات التصالح، أمر من شأنه إحياء المنظمة العربية، ولو بالتنفس الاصطناعيّ، عسى أن نرى الجامعة التي اكتفت من الماء بانعدام اللون والطعم والرائحة، وقد صارت للعرب جميعاً مصدر حياة وحيوية.
لزوم ما يلزم: النتيجة الطباقية: إذا نجح المغرب العربي في تحقيق هذا الوفاق، فسوف يصبح مشرقاً هو الآخر.

abuzzabaed@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى