قضايا ودراسات

مدينة الشارقة للنشر

يوسف أبولوز

أتوقف على مدى يومين عند الحدث الثقافي الأبرز الذي يسبق افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب بيوم واحد، وهو افتتاح مدينة الشارقة للنشر.. الإضافة النوعية والبالغة الأهمية لمشروع الشارقة الثقافي برعاية وتأسيس ومتابعة من جانب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ضمير المشروع ورمزه ودليله إلى الانفتاح الحر على ثقافة المحبة والتنوير منذ أكثر من ثلاثة عقود كان ولا يزال سموه خلالها مشاركاً يومياً في فكر المشروع وفلسفته وطموحاته التي تتحقق اليوم على أرض الواقع وأرض الحقيقة الثقافية الإنسانية في الإمارات.
أولاً: مدينة الشارقة للنشر بيئة حرة تشاركية استثمارية في الإنسان وفي الثقافة وفي الإبداع جعلت من الشارقة عاصمة عربية استقطابية للنشر والناشرين العرب الطامحين إلى مشاريع تتصل بصناعة الكتاب، وبالتالي، تعزيز ثقافة القراءة التي توليها الإمارات أكبر الاهتمام والمتابعة والدعم.
ثانياً: المدينة تعفي الناشرين إعفاء ضريبياً كاملاً على الأرباح، وتتيح التملك الحر بنسبة 100٪ بما يعني إتاحة مكان نشري يشجع على الاستثمار والعمل والمنافسة والإنتاجية النوعية، وهذا الظرف الثقافي أساساً، جاء ليحل الكثير من التحديات التي تواجه صناعة الكتاب في الوطن العربي.
ثالثاً: المدينة تخفض على المدى القصير والبعيد سعر الكتاب العربي الذي شهد في السنوات الأخيرة ارتفاعاً في التكلفة العامة المحكومة لأسباب كثيرة من بينها عمليات الشحن والتخزين والطباعة، وفي هذا الإطار وفرت مدينة الشارقة للنشر ما يتعلق بالتخزين، ووضعت آليات مريحة للتوزيع، وهذا ما يبحث عنه الناشر.. أضف إلى ذلك أن المدينة ذات صلة مباشرة بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، والناشر الذي يحل مشكلة التخزين، ويرتاح إلى آليات الطباعة الحديثة والتوزيع المرن يكون قد أعفي سلفاً من هذه المشاكل المتراكمة خصوصاً الشحن ورسومه ومتاعبه.
رابعاً: يختصر الناشر العربي من خلال مدينة الشارقة للنشر الطريق إلى معرضين رئيسيين في الإمارات: معرض الشارقة الدولي للكتاب ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، ونضيف إلى ذلك أن المدينة بهذا المعنى تصبح مركز وصل واتصال مع معارض الكتب العربية التي تقام بانتظام في القاهرة وبيروت والسعودية والعاصمة الأردنية عمان.
خامساً: خفض تكاليف إنتاج الكتاب الذي تتيحه المدينة يقابله بالضرورة ارتفاع بياني في نسبة القراءة، والقراءة هدف مستقبلي دائم الحضور في عقلية مشروع الشارقة الثقافي، والقراءة أيضاً منتج استثماري في الإنسان يمثل ذروة النبل في مفهوم الاستثمار.
سادساً: مدينة الشارقة للكتاب تعزيز مادي ومعنوي لشخصية جمعية الناشرين الإماراتيين التي أصبحت في وقت قياسي عضواً مرحباً به في الاتحاد العالمي للناشرين.. والمدينة، أيضاً تعزز مادياً ومعنوياً جمعية الإمارات للملكية الفكرية وتعمل على احترام حقوق المؤلف إلى جانب حقوق الناشر، وترفع من شأن المؤلف والناشر معاً، وتقيم بينهما علاقة تشاركية مهنية قانونية.. غداً أواصل..

y.abulouz@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى