مقالات عامة

مدينة للنشر.. مدينة للتنوير

يوسف أبو لوز

أول مدينة للنشر وصناعة الكتاب قامت في الشارقة، وأول ما صدر عنها مجلة «الناشر الأسبوعي» هي أول مطبوعة أسبوعية متخصصة في الوطن العربي معنية بالكتاب ونشره وصناعته وتوزيعه، وعرضه، وبالتالي، تعميق ثقافة القراءة، وثقافة النشر وفنونه وأخلاقياته بمواد مهنية منتخبة وَمُختارَة وفق رؤية علمية ومعرفية تنسجم وروح مشروع الشارقة الثقافي، والكتاب والقراءة ركنان أساسيان في هذا المشروع المحتفى به عربياً وإقليمياً ودولياً من جانب رموز ونخب سوق الكتاب.
مدينة الشارقة للنشر المشروع الأول والأكبر في الوطن العربي في حقل إنتاج المعرفة والاستثمار فيها، وتوفير كل القنوات الشفافة للناشرين يستمد روحه من روح مشروع الشارقة الثقافي، ومن المنصات الأولى، عملياً وإنتاجياً، جاءت مجلة «الناشر الأسبوعي» المميزة منذ البداية إخراجاً ومادة ومنهجاً في العمل لتكون العنوان الأول لمدينة الشارقة للنشر، والمجلة، بالفعل، ومن خلال سبقها وتخصصها تمثل علامة جديدة في العمل الثقافي المنظم والمنتظم في الشارقة.
أحمد العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب قال: إن فعل القراءة هو المحرك المركزي الذي تتفرع منه مختلف أشكال المشاريع والمبادرات التي تقودها الشارقة، ونحن هنا نؤكد على فعل القراءة وثقافة القراءة في الإطار الأوسع لمدينة الشارقة للنشر التي تستثمر في الثقافة لمصلحة الإنسان وتنويره واحترام ذاته وعقله وإبداعيته، نؤكد أيضاً على المبادرة المدنية الحضارية التي تعتز دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها انطلقت منها وهي عشرية القراءة التي جرى التمهيد لها بعام القراءة (2016).
ومن يعاين طبيعة هذه المبادرات والولادات الجديدة للمشاريع الثقافية في الإمارات من مجلات فصلية أو شهرية أو أسبوعية، ومن سوق الكتاب، ومن النجاحات المتوالية لجمعية الناشرين الإماراتيين، ثم الترجمة.. التي باتت قطاعاً مستقلاً في الدولة.. نقول إن من يعاين هذا السلم الصاعد دائماً نحو تكريم عقل الإنسان يستخلص أن وراء هذا التراث الثقافي تاريخاً من العمل الإداري والإنتاجي في حقل الثقافة بدأ مع قيام دولة الاتحاد وتدرج مع نمو مؤسساتها وإداراتها النشطة المتجددة والمستفيدة من خبرات وتجارب العالم في مجال العمل الثقافي.
ننتبه دائماً إلى المشروع الذي لا يجب أن يغيب عن بال الكتاب والمثقفين الإماراتيين والعرب، وهو مدينة الشارقة للكتاب ودوريتها «الناشر الأسبوعي»، فهو أصلاً مشروع الكتاب العرب، ومشروع الثقافة العربية وبيئته الإيجابية دولة الإمارات، والشارقة مجاله الحيوي نحو كتاب يُقرأ.. وقراءة تكتب.. في وطن يطبع وينشر ويقرأ في متوالية حضارية هي التنوير.. وتطهير الإنسان بثقافة الحياة والمحبة والسلام.
yabolouz@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى