مقالات عامة

مسرحية «كتاب الله»

يوسف أبولوز

مآل ومصير ونهاية غربان الظلاميين، والتكفيريين سكان العتم والكهوف إلى الموت طال الزمان أم قصر، وانتصار النور على الظلام مصدره القرآن كتاب الله.. هذا ما تريد قوله مسرحية «كتاب الله» الصراع بين النور والظلام= لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.. العرض الأول، الذي توج الدورة الثامنة والعشرين من «أيام الشارقة المسرحية».. الفرحة السنوية «العائلية» بأبي الفنون.
مسرحية صاحب السمو حاكم الشارقة، تقول لنا بلغة صافية، هادئة، واضحة وضوح الحقيقة إن الشرق والغرب انجذبا بالمعرفة واليقين إلى روح الإسلام وروح الثقافة العربية، وتذكرنا مسرحية سموه بأعلام الثقافة العربية الإسلامية، ودورهم التنويري في بناء الحضارات والشعوب.. جابر بن حيان الأزدي أول من اخترع جهازاً لعملية التقطير، يعقوب بن إسحاق الكندي، أول من وضع سلماً للموسيقى العربية، الحسن بن الهيثم العالم الموسوعي في الفيزياء والبصريات، وأول من أسس علم الضوء، في وقت كان فيه الظلام يخيم على ثقافات لم تكن تعرف نور القرآن، ومحمد الخوارزمي من أوائل علماء الرياضيات، وبالعودة إلى سيرته في الموسوعة الحرة نعرف أن الخليفة العباسي المأمون قربه إلى بلاطه وولاه بيت الحكمة، «وعهد إليه برسم خريطة للأرض عمل فيها أكثر من سبعين جغرافياً، ثم أبوبكر الرازي أول من ابتكر خيوط الجراحة وصنع المراهم، ثم أبونصر الفارابي، الذي لقب ب«المعلم الثاني» بعد أرسطو، ثم أبوالريحان البيروني أول منْ عرف الكثافة النسبية لمعادن مثل الحديد والزئبق والزمرد واللؤلؤ».
العمل المسرحي الجديد لصاحب السمو حاكم الشارقة إشارة، وجرس إنذار للغرب والشرق أن هذه الأمة هي أمة معرفة وفكر وعلم.. ثم الموسوعية والشمولية في العلم.. فهؤلاء العلماء الذين تذكر بهم المسرحية يجمع الواحد منهم بين الفلسفة، والطب، والفلك، والبعض يجمع بين التاريخ والأدب واللغات والبعض يجمع بين الصيدلة والموسيقى والحساب.
مسرحية «كتاب الله» تقول لنا إننا نستطيع القضاء على الجهل والخرافة والتعصب والتكفير والإرهاب بالنور، «.. لنجعل النور في كل حياتنا..» سلوكاً وثقافة ومبدأ وعملاً وتربية. نور في القلب، ونور في الروح، ونور في العقل.
مسرحية «كتاب الله» تدعو إلى إشراك المرأة في الحياة والعمل والفكر والإنتاج والمشاركة تعني الاحترام، والاحترام يعني التشجيع على الإبداع.
مسرحية، تنويرية أولاً وثانياً وثالثاً، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى مسرح التنوير، وثقافة التنوير، وفكر التنوير نحو القضاء الكلي على الظلام والظلاميين الذين يتاجرون بالدين، ويختطفونه، ويفرغونه من مضامينه الإنسانية التسامحية، ويفسرون النصوص وفق ما يتطابق مع عقلياتهم المعتمة المريضة.
تقرأ، مسرحية «كتاب الله».. وتشاهد من زوايا نظر عدة: العلم، الإيمان، المشاركة، المحبة،.. وتظل أيضاً إضافة نوعية جديدة لتاريخ المسرح في الإمارات والوطن العربي.

yabolouz@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى