قضايا ودراسات

مفتاح سحريّ للإعلام

عبداللطيف الزبيدي

هل تكشف الشدائد المستوى الحقيقي للإعلام في الدول؟ السؤال لا يخلو من التبسيط والاختزال، بالرغم من طابع الإثارة فيه. المحور الذي يجب وضعه نصب العين، هو أن وسائط الإعلام مرآة للمستوى الفكري والثقافي والحضاري والقيم الإنسانية، للدول أنظمةً وشعوباً. المحتوى الإعلامي يشبه تماماً الفحص الطبي الشامل، مع ملف ملحق للتحليل النفسي والاختبار الذهني.
الأوضاع العربية في هذا المجال تدعو إلى الإحباط، لهذا سنضيء شمعة متواضعة، بدلاًَ من أن نلعن الظلام وعقوداً من الظلامية. لو قُدّر للمناهج العربية أن تلتقط هذه الومضة وتخرج من جلباب خيبات ماضيها، فإنها ستكون قادرة على إطعام عشرين عصفوراً بحبّة وحيدة. بعد تفكير عميق، أدرك القلم أنه لا يوجد مفتاح سحري للإعلام العربي يحل عدداً لا يحصى من المشكلات، أفضل من جعل فنون التحرير الإعلامي مادة دراسية على مدى مراحل التعليم، خصوصاً من التوجيهية فصاعداً. ساعة في الأسبوع لن تتسبب في فقدان التوازن في المقرّر الدراسي. ينطبق ذلك على كل التخصصات، الهندسة بفروعها، الطب وميادينها، معاهد التقانة، الموسيقى إلخ…الكل في الكل. هذا لا يعني إلغاء مدارس الإعلام والصحافة.
الفكرة حل لسد فراغات مؤسفة في وسائط الإعلام العربي. البلدان العربية هي من بين الأشد فقراً في الإعلام العلمي والفني مثلاً، في حين أن الرياضة، كرة القدم بالذات، لديها احتياطي محررين ومحللين يكفي حتى نهاية القرن، بينما الأمة تتلقى شباكها كل يوم مئة ركلة جزاء. إذا تبنت المناهج العربية هذه الخطة الإنقاذية، فإنها تستطيع أن تهمس في أذني الصغير: إن الله خلق لك دماغاً لتفكر به، ولساناً لتنطق به، حتى لا تتوهم أنظمة طبائع الاستبداد أنك صنو بهيمة الأنعام، فعليك أن تكون خط الدفاع الأول عن قيم وجودك، حتى لا يكون وطنك وهوية شعبك وشخصية أمتك، ريشاً في مهب العواصف.
لزوم ما يلزم: النتيجة التربوية: أعظم مكانة للإعلام هي أن تكون قيمه العليا وعياً في وجدان الشعوب.

abuzzabaed@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى