مقالات رئيس التحرير

مناورات صالح

محمد سعيد القبيسي

لو كنت احد رؤساء الجامعات المعروفة في العالم لمنحت الرئيس اليمني علي عبدالله صالح درجة الدكتوراة باعلى مراتبها وبامتياز خالص في فن التناوش والتحاور، فهذا الذي لم يكن يقرء ولايكتب اصبح اليوم مدرسة في عالم التلاعب، ان المناورات التي يتبعها صالح ليس لها الا نتيجة واحد فقط وهي ابعاد فكرة التنحي عن الحكم لدى الشعب اليمني والمجتمع الدولي بشكل عام وخصوصا بعد رحيل نائبه الفريق الركن عبد ربه في رحلة الى الولايات المتحدة يقال عنها بانها رحلة للعلاج، علامات استفهام كثيرة حول هذا الموضوع، فقبل ايام كان صالح يتحدث عن التوقيع على المبادرة الخليجية وتسليم السلطة لنائبه، واليوم النائب قد رحل ولايوجد البديل لتسليم السلطة له.

والسؤال هنا هل قام صالح بابعاد نائبه في مناورة اخرى للبقاء في السلطة؟

وماذا لو كان الامر صحيحا لاعتلال صحة نائب الرئيس ولم يعد بقدرته القيام بمهامه مجددا، او لم يستطع العودة لليمن؟

فهل سيبقى صالح على راس السلطة كما يريد؟

ان الاوضاع الحالية في اليمن تسير من سيء الى اسوء، فالعجلة الاقتصادية متوقفة، ومعظم البيوت تعاني من انقطاع في الماء والكهرباء، وليس هناك اي خدمات، والشعب لايزال مستمرا في مطالبته بتنحي الرئيس، وكما ذكرت في مقالة سابقة بان صالح لايسمع او لايرى هذه الحشود الكبيرة التي تطالب بتنحية.

ان ترجمة المشهد الحالي للوضع في اليمن ليست سهلة، فهي ليست ضبابية للتكهن بماذا ستكون عليه بعد انقشاع الضباب وليست مظلمة بانتظار النور، ولكنها وضعت بلغة لايفهمها الا صالح وحده ولايستطيع فك طلاسمها حتى خبراء الاثار الذين يقرؤن الهيروغليفية، لقد كذب صالح وصدق كذبته وظن ان اليمن ملك له، ولانعلم فقد يصيبه من جنون العظمة ما اصاب القذافي من قبله في ليبيا وظن انه ملك ملوك افريقيا، وقد يقوم بتغيراسم اليمن الى الصالحية، وقد تكون هناك نوايا لصالح لانعلمها ولايعلمها الا الله وحده، ولكن ما نعلمه هو ان النتيجة معروفة لمن يتبعون هذا الاسلوب وهي النهاية الدرامية التي انتهى بها من قبله، قد تكون مختلفة الاماكن والادوار ولكن متشابهة في السيناريو والاحداث، فلقد ناور القذافي مؤخرا في محاولة للتغلب على الثورة وفشل، وناور مرة اخرى في محاولة اخيرة للهرب وفشل، ولم يجد غير حفرة للمجاري ليختبيء بها ولكن تم ايجاده وقتله.

فالشعب اليمني لايريدك ياصالح، والدفة لاتزال بيدك والحكم عندك، والخيار لك، فاما ان تختار لنفسك الان واما ان يختار لك الشعب لاحقا….

زر الذهاب إلى الأعلى