قضايا ودراسات

نحو تربية صحيحة للطفل

شيماء المرزوقي

في جلسة نقاش وحوار ضمت نخبة من الأمهات والأكاديميات، وبينهن أيضاً موظفات من قطاعات مختلفة، دار الحوار حول تربية الأطفال، وقد طرحت سؤالاً محدداً لفتح مجال النقاش، وكان سؤالي كالتالي: هل ما زلنا في عالمنا العربي نعاني عثرات في مجال تربية الأطفال؟.

وقد وجدت أن هناك من نظرت للموضوع من زاوية أخرى، وكان لديهن تساؤلات مضادة مثل: لماذا نعتبر أن التربية في عالمنا العربي متعثرة؟ أو ما هي المؤشرات على حالة التعثر في هذا المجال؟.

كان يمكن أن نجادل مطولاً لإقرار بديهية السؤال وصحته أو عدم دقته، ولكن لم يكن هذا القصد أو الهدف من طرح التساؤل، بمعنى لم أكن أريد فتح نقاش من هذا النوع، بل قصدت فتح النقاش حول طرق التربية وتعامل كل من الأم والأب مع أطفالهما، هل تطورت وباتت عملية التربية تتم وفق أطر علمية يتم خلالها مراعاة الطفل ونفسيته واحتياجاته؟.

البعض ينظر للطرق الحديثة في تربية الأطفال، أنها تقوم على منع العقاب البدني والنفسي للطفل، وينظرون للعقاب (الضرب) على أنه أسلوب تربوي ناجح تتم ممارسته ولا ضير فيه، إلاّ أن من يطرح هذه النقطة يتوقف عن التبرير عند تذكيره بأن البعض من الأطفال يفقدون حياتهم.

الحديث دوماً عن الإيذاء النفسي والجسدي للطفل، والذي يقع ويحدث ويتم تبريره بأنه تربية للطفل، نشاهد طفلاً يتم نقله إلى المستشفى وهو مغمى عليه، بسبب ضرب عنيف تعرض له، لأنه أحدث ضوضاء في المنزل أو كسر شيئاً ذا قيمة خلال لعبه، ثم يقال: يجب تربيته وتعليمه الأدب!.

العنف ضد الطفولة ماثل في مجتمعاتنا، بل في أحيان يتم معاقبة الطفل على سلوكيات فطرية وطبيعية تحدث وفق نموه، ففي كتاب حمل عنوان «السلطوية في التربية العربية»، من تأليف الدكتور يزيد عيسى السورطي، تحدث عن دراسة شملت 300 أمّ من دول الخليج العربي، جاء فيها: «أن 43 في المئة منهن يستخدمن التوبيخ عند تبوّل الطفل، ويستخدمن الضرب عند إخراجه أثناء النوم، وأن 51 في المئة منهن يؤمن بأهمية التربية التسلطية وأن 41 في المئة منهن يشدن باللجوء للعقاب البدني».

واقع تربية الطفل، يحتاج للمزيد من الورش والندوات وجلسات النقاش بين علماء التربية والنفس والاجتماع والقانون، للخروج بتوصيات ودراسات تفيد المجتمعات، يجب زيادة جرعات التوعية والتثقيف للأمهات والآباء، بالكيفية الصحيحة والمثلى للتعامل مع أطفالهم، وكيف يتم تربيتهم وتعليمهم.

Shaima.author@hotmail.com

www.shaimaalmarzooqi.com

زر الذهاب إلى الأعلى