مقالات اجتماعية

نعم الله علينا

اسماء عبدالمنعم

عندما يشرد العقل قليلاً في بصيرته ويتسائل ما هي نعم الله علينا وكيف نستشعر كلاً منها عــلے حدا وما هو عددها وهل يستطيع أي كائن عــلے وجه الأرض إحصائها .. الإجابة لا كما وردت في القرآن الكريم ” وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ”

أرى من حولي عديد من البشر من ينكر نعم الله عليه ويراودني شعور غريب فاتخيل أن الانسان يغرق وسط المحيط ولا يعلم كم هو حجم الماء من حوله ولا من فوقه ولا من تحته فكما هو الحال مع نعم الله علينا نحن البشر فنحن غارقون بنعم الله عز وجل دون علم منّا

لذلك من غير المفترض علينا أن نشعر بالنعم فقط عند فقدانها بل حتماً علينا أن نشعر بها الآن.
فكرت للحظات هل استطيع حصر النعم فقلت لو جئت بورقة وقلم وكتبت النعم كلها هل استطيع ان انتهي من كتابة النعم فالاجابة لا لماذا لانني لا يمكنني ان ارى كم النعم ،لان عقلي يفكر باتجاه معين وبوجهة نظر تتناسب مع ظروفي وبيئتي تماماً كما يمكنني ان ارى نعم غيري وهو لا يشعر بها وكذلك الآخر يستطيع ان يرى النعم التي انعم بها ولا أشعر أنا بها
فيا الله بعدد ما علمته وما لم اعلمه من نعمك عليّ أشكرك شكراً وسع السموات والارض ??

انظر حولك سترى الصحة الي ينعم بها جسدك ، القلب يدق دون توقف لحظة منذ ولادتك وطيلة فترة حياتك الى حين وفاتك
الطعام يهبط الى معدة طفلك ويتحول الى دم وينمو صغيرك دون معرفة لك كيف حدث هذا ،وانت حتى لا تتفوه بكلمة شكر للخالق سبحانه وتعالى فقط تتذمر من حِمل المسؤولية عــلے الرغم من أن هناك زوجان يتمنيان من الله ليلاً ونهاراً أن يفعل بهم الأطباء ما بدا لهم من عمليات جراحية حتى وان تقطعو إرباً إربا من أجسادهم في سبيل أن يروا طفلاً !
أشكر الله كثيراً كل يوم وكل لحظة وفي الصباح والمساء
لديك عينان سليمتان وتستطيع النطق بطريقة سليمة ويعمل جهازك التنفسي بشكل سليم ..الخ

أشكرك يا الله والحمد الله
وكما يقول الله في كتابة ” وفي أنفسكم أفلا تبصرون ”

وستلاحظون أنني ذكرت نعمة الصحة أولاً فانني لا أرى مثيلاً لها فهي من اعظم نعم الله علينا وبالرغم من ذلك أيضاً نرى من يفرط في صحته ولا يهتم بجسده الذي منحه الله له لكي ينعم به

اللهم أني عجزت عن كيفية شكرك عــلے كم هذه النعم فيارب بكل ذرة ماء وذرة رمل عــلے وجه الأرض شكراً شكراً لك يا الله

إلى كل فتاة دائماً متذمرة لأنها غير راضية عن شكلها او لون بشرتها او ان عيناها ليستا جميلاتان كما تريد ، كل هذا هراء وتفكير غير سوي
أرجو أن تشكري الله عــلے نعمة الوجه الذي خلقه الله لكي ولا تستائي فهناك أخريات حدث لهن حادث أخفى ملامح أوجههن !
أشكري من كل قلبك فأنتِ جميلة بالفعل لأنك خِلقة الخالق فكلٌ منا نحن الفتيات لديها ميزة تميزها عن غيرها وبصمة تجعلها فريدة عن الأخريات فكلنا حقاً جميلات بل جميلات جداً

وخلق الله لنا الشمس والقمر والفصول الأربعة لأننا كائنات هُيئت أجسادنا لتتعايش مع تلك الأجواء وتنعم بها ،فكم منا نحن البشر يلعنون الشمس عندما تزيد حرارتها في الصيف كما أنهم يتذمرون من الشتاء في البرد القارص ولا يعلمون أن لو منع الله عنا الشمس لمتنا جميعاً ولو أن جعل الله السنة بأكملها صيف ستموت ملايين الكائنات اللي تتكيف في فصل الشتاء
فحاول أن تشكر الله ولا تتذمر فأنت بحاجة إلى أيام وشهور وسنوات لتتعلم وتصل الى درجة الوعي الذي تعرف من خلاله المغزى والحكمة التي وضعها الله في كل شيء خلقه الله من حولنا

قصدت أن اكتب هذا المقال في آخر يوم من السنة وغداً سيكون بداية لعام جديد جميل ومبهج ومليئ بالطاقة الإيجابية والمغامرات تماماً كما كانت أعوامنا السابقة المليئة بالنعم والفضل من الله عزوجل
نعم تعثرنا كثيراً وأخفقنا كثيراً في الأيام الماضية لكن لولا سقوطنا لما نهضنا أفضل مما سبق ولولا فشلنا لما نجحنا فنحن ممتنين لكل التجارب التي مررنا بها لأنها لو لم تكن لما وصلنا لما نحن عليه الآن من نجاح ،بل بالعكس معظم معلمو التنمية البشرية يذكرون لنا تجاربهم الفاشلة سابقاً وكيف كانو في الماضي وما هم عليه الآن بغرض تحفيزنا لنحقق قصص نجاح مثلما فعلو

لا داعي للإستياء المستمر أنها سنة سيئة وصعبة وكئيبة ..الخ
فتذكر دائماً أنه لا يوجد فرق بين اليوم آخر يوم في سنة ٢٠١٨ وغداً بداية سنة ٢٠١٩ ستفعل ما فعلته سابقاً من الأعمال الروتينية اليومية وأيضاً ستشرق الشمس باذن الله كما أشرقت البارحة وستتناول الفطور كما تناولته أمس اذاً ما هو الفرق وأين التغيير ؟!
الإختلاف يكمن بك أنت ?? أنت من أردت السعادة والوصول للهدف فأسعى لتحقيقه لكن إذا أردت أن تنظر للعام الجديد أنه هو الذي سيسعدك فأنت حتماً مخطئ
فالسعادة قرار فاجعل قرارك الدائم سعادة

دمتم دائماً شاكرين لنعم الله ودمتم دائماً مستشعرين فضل الله عليكم وعلى أحبتكم
دمتم دائماً مدمني سعادة ونجاح ❤️

 

زر الذهاب إلى الأعلى