غير مصنفة

نوبل بعد 116 عاماً

يوسف أبولوز

في مثل هذا اليوم 10 ديسمبر 1901 ذهبت أول جائزة نوبل للأدب إلى الفرنسي رينيه سولي برودوم، لكن ماذا نعرف عن هذا الرجل الذي هو أول من جلس على مقعد نوبل، وهو بذلك يدخل التاريخ مبكراً عن طريق الشعر.
ولد برودوم في العام ١٨٣٩، وتوفي في العام ١٩٠٧، وتذكر سيرته أن فيكتور هوجو كان من مشجعيه، هذا العملاق الآخر صاحب «البؤساء» و«أحدب نوتردام».
كتب برودوم ١٤ مجموعة شعرية منها «مقطوعات وقصائد» و«اعتكافات» و«الجنان الباطل»، «الحنان دون جدوى»، وفي النثر له خمسة كتب ومع ذلك لم ينقل إلى العربية، وربما ترجمت أشعاره إلى لغتنا ولغات أخرى، ولكن في حدود ضيقة.
١١٦ عاماً مرت على تسلم برودوم أول جائزة نوبل في حقل الأدب، وقد تكون مناسبة اليوم للدعوة إلى معرفة تراث هذا الشاعر الفرنسي الذي يبدو نائياً أو حتى غامضاً بالنسبة لنا نحن العرب، ومنا من هو مولع بالشعر الفرنسي: رامبو بودلير، سان جون بيرس، جاك بريفير، وغيرهم من شعراء المذاق الفرنسي اللغوي الرفيع، وقد يعرف الكثير من الشعراء العرب الحداثيين الشعراء الفرنسيين أكثر مما يعرفون الشعراء العرب.
هذه مناسبة أيضاً للقليل من الكلام على نوبل، فقد تعودنا على المناخ الاحتفائي والمترقب أحياناً قبل الإعلان عن الفائزين بها، وبعد الفوز، حيث تتراكض دور النشر على ترجمة أعمال الفائزين بنوبل من روائيين وشعراء بعضهم مجهول تماماً للعرب، بل، وللعالم، وفور الإعلان عن اسمه فائزاً بالجائزة تحيط به ثلاث نعم: الثروة، الشهرة، الترجمة.. والترجمة نعمة فعلاً لأنها تنقل الكاتب من محليته الضيقة إلى فضائه الأرحب: العالمية.
رفض نوبل ثلاثة من الكتاب الكبار في العالم: برناردشو، وجان بول سارتر، وباسترناك، ونحن نتحدث دائماً عن الفائزين والرافضين فقط، لكن نوبل لا تذهب دائماً إلى مستحق أو غير مستحق، فهي حجبت في العديد من المرات.
أول حجب لنوبل في الأدب كان في العام ١٩١٤ وحجبت في العام نفسه أيضاً في حقل السلام، ثم حجبت في حقل الأدب في العام ١٩١٨، وفي العام ١٩٣٥ كما حجبت في الأدب في الأعوام ١٩٤٠، ١٩٤١، ١٩٤٢، ١٩٤٣، ومنذ ١٩٤٣ لم تحجب في الأدب ولا مرة حتى اليوم.
يحيط بنوبل دائماً تحفظات تتصل بما يقال دائماً على أنها جائزة مسيسة، أو أحياناً مسيسة، وعندما حصل عليها للمرة الأولى في تاريخها كاتب عربي هو نجيب محفوظ في العام ١٩٨٨ ذهب البعض من الكتاب المصريين والعرب أن فوزه جاء لاعتبارات سياسية على خلفية موقفه من السلام مع «إسرائيل»، لكن إن كان صاحب «الحرافيش» فاز بها لاعتبار سياسي أو غير سياسي فهو هرم روائي عربي كبير تطول قامته أحياناً على كبار الرواية في العالم الذين سبق لهم الفوز بنوبل قبله.
اليوم الذكرى ١١٦ على تسلم أول جائزة لنوبل.. حظوظنا العربية فيها قليلة وحيثيات فوزنا كثيرة، ولعل القادم هو الأفضل.

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى