غير مصنفة

هجمات «طالبان» تتسع

شعيب شريفي ولويز أدامو *

بعد 17 سنة من الحرب الأمريكية في أفغانستان (أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة)، أصبحت حركة طالبان المتمردة قادرة الآن على شن هجمات عبر أكثر من ثلثي البلاد.
أظهر بحث أجرته ال«بي بي سي» أن مقاتلي طالبان الذين أنفقت القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة مليارات الدولارات في محاولة لهزمهم، ينشطون الآن في 70% من أراضي أفغانستان.
وهذا البحث استغرق أشهراً، وشمل جميع أنحاء أفغانستان. وقد أظهر أن طالبان تسيطر الآن على، أو تهدد، أراضي أوسع بكثير مما كانت الحال عندما غادر الجزء الأكبر من القوات القتالية الأمريكية والحليفة أفغانستان في 2014.
وقللت الحكومة الأفغانية من شأن هذا البحث، قائلة إنها تسيطر على معظم أنحاء البلاد. ولكن الهجمات الأخيرة التي أعلنت طالبان وتنظيم «داعش» مسؤوليتهما عن تنفيذها، أودت بأرواح العديد من الناس في العاصمة كابول وأنحاء أخرى من البلاد.
ورداً على هذه الهجمات، استبعد مسؤولون أفغان، وكذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إجراء أي محادثات مع طالبان. وسبق أن أعلن ترامب أن الجيش الأمريكي سيبقى في أفغانستان إلى أجل غير مسمى.
ويشير بحث ال«بي بي سي» أيضاً إلى أن «داعش» أصبح أكثر نشاطاً من أي وقت في أفغانستان، ولو انه يبقى أقل قوة بكثير من طالبان.
كما أظهر البحث أن طالبان تسيطر كلياً الآن على 14 مقاطعة (في ولايات أفغانستان ال34 التي تشمل 379 مقاطعة)، أي 4% من مساحة البلاد. وهذه الأرقام أعلى بقدر مهم من التقديرات السابقة بشأن قوة طالبان. ويعيش نحو 15 مليون أفغاني (من بين مجموع السكان البالغ 36 مليوناً) في مناطق، إما خاضعة كلياً لسيطرة طالبان، وإما أن طالبان لها وجود علني فيها، وتشن عبرها هجمات بانتظام.
وأظهر بحث ال«بي بي سي» بوضوح المدى الواسع الذي أصبحت طالبان تنشط فيه الآن خارج معقلها التقليدي في جنوب البلاد، حيث تشن هجمات في المناطق الغربية والشمالية من أفغانستان. وتشمل المناطق التي سقطت بأيدي طالبان منذ 2014 أماكن في ولاية هلمند، مثل مدينة سنجين عاصمة مقاطعة سنجين بولاية هلمند، ومدينة موسى قلعة في الولاية ذاتها.
وكانت القوات الأمريكية والحليفة قاتلت، وضحت بأرواح جنود من أجل إخضاع هذه المناطق لسيطرة حكومة كابول عقب الغزو الأمريكي الذي أسقط حكم طالبان في 2001. وفي الفترة من 2001 إلى 2014، قتل أكثر من 450 جندياً بريطانياً في ولاية هلمند.
وانطلاقاً من المناطق التي تنشط فيها طالبان، ولها فيها حضور علني، يشن مقاتلو الحركة هجمات متكررة ضد مواقع للحكومة الأفغانية.
وخلال فترة البحث، اكتشف الباحثون أدلة على أن طالبان تفرض ضرائب أينما تواجدت في البلاد. وفي المقاطعات التي تفرض فيها سيطرة كاملة، ترغم أصحاب الأعمال، والمزارعين، وحتى قوافل السلع التجارية، على دفع ضرائب، في حين أن الحركة تترك أمر تغطية تكاليف الخدمات الأساسية مثل المدارس والمستشفيات، لحكومة كابول.
والكثير من هجمات طالبان لا يعلن أي شيء عنها، في حين أن الاعتداءات الكبيرة في المدن، بما فيها التفجيرات الانتحارية، وتفجير عربات مفخخة، تحتل العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام.

*مراسلان لمحطة ال«بي بي سي»
– موقع المحطة

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى