قضايا ودراسات

15 ألف عالِم يدقون ناقوس الخطر

اندريا جيرمانوس*

أصدر أكثر من 15 ألف عالِم ينتمون إلى أكثر من 180 بلداً، تحذيراً خطيراً للبشرية، يدعوها إلى التصرّف، من أجل حماية الحياة على الأرض.
«الوقت آخذٌ بالنفاد» لوقف سيْر الأمور كالمعتاد، حيث إن الأخطار بدءاً من تصاعد كميات غازات الدفيئة، إلى فقدان التنوع البيولوجي، تدفع الغلاف الحيوي إلى حافة الهاوية، كما جاء في تحذير العلماء..
وقد صدر التحذير الجديد، يوم الاثنين 14/ 11، في مجلة «بيو ساينس» (علم الأحياء) العالمية، وهو بمثابة تحديث ل «تحذير علماء العالم للبشرية»، الذي أصدره حواليْ 1700 من كبار العلماء قبل 25 عاماً.
بيْدَ أن نداء عام 1992، الذي قال إن الأرض تسير في طريق يؤدّي إلى «تشوُّهٍ يتعذر إصلاحه» دون «تغيير جوهري»، لم يلق آذاناً صاغية.
قال وليام ريبْل، الأستاذ الجليل في «كلية الحِراجة» في جامعة ولاية أوريغون الأمريكية، والمؤلف الرئيسي للتحذير الجديد: «قد يميل بعض الناس إلى صرف النظر عن هذا الدليل، ويظنون أننا مجرّد مثيرين للمخاوف». ويضيف، «إن العلماء عاكفون على تحليل البيانات والنظر في العواقب طويلة الأجل. وليس الذين وقّعوا على التحذير الثاني مجرَّد مطلِقين لإنذار زائف. إنهم يُقرّون بالدلائل الواضحة التي تشير إلى أننا ماضون في طريق غير قابل للاستدامة».
والبيان الجديد- الذي يحمل عنوان «إشعار ثانٍ» للبشرية- يعترف بأنه كانت هنالك بعض الخطوات الإيجابية للأمام، مثل الانخفاض في مستنزفات الأوزون، والتقدم في الحدّ من الفقر منذ تحذير 1992. ولكن البشرية، بوجه عام، قصّرت كثيراً في العمل على إحراز تقدّم. وفي الحقيقة، فإن تهديدات بيئية رئيسية، كانت تتطلب عناية ملحّة وعاجلة قبل ربع قرن، باتت الآن أسوأ حالاً.
ومن بين الاتجاهات «المثيرة للقلق بوجه خاص»، كما جاء في التحذير، ازدياد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وإزالة الغابات، والإنتاج الزراعي، وحدَثُ الانقراض الجماعي السادس الجاري الآن (وفق تعبير المؤلفة إليزابيث كولبيرت، في كتابها «الانقراض السادس: تاريخ غير طبيعي»).
وبإلقاء نظرة عددية على الكيفية التي نمت بها بعض التهديدات منذ عام 1992، يشير العلماء إلى أنه حدث فقدان بنسبة 26.1% في كمية المياه العذبة المتاحة للفرد، أي بزيادة نسبتها 75.3% في عدد «المناطق الميتة» (الخالية من الحياة)، وزيادة بنسبة 62.1% في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وارتفاع بنسبة 35.5% في عدد السكان البشر.
وجاء في التحذير: «بالتقاعس عن الحدِّ من النموّ السكاني بشكل كافٍ، وإعادة تقييم دور الاقتصاد القائم على النموّ، وخفض انبعاثات غازات الدفيئة، وتحفيز الطاقة المتجددة، وحماية مَواطن عيْش الحيوانات والنباتات، واسترجاع النظم الإيكولوجية، والحدّ من التلوث، ووقف إبادة الحيوانات، وتقييد أنواع الكائنات الحية الضارة والعدوانية.. تتوانى البشرية عن الخطوات اللازمة لحماية محيطنا الحيوي المعرض للخطر».
ومن بين الخطوات التي يمكن القيام بها لمنع حدوث الكارثة، تشجيع النظم الغذائية القائمة على النباتات، والحدّ من عدم المساواة في الثروة، ووقف تحويل الغابات والمراعي، والتدخلات الحكومية لكبح فقدان التنوّع الحيوي عن طريق الصيد غير القانوني، والاتجار غير المشروع، و«التبنّي الجماعي لمصادر الطاقة المتجددة» مع إلغاء دعم الوقود الأحفوري تدريجياً.
وخلص العلماء في بيانهم، إلى أن اتخاذ مثل هذه الإجراءات ضروري لتجنّب «البؤس واسع النطاق، وفقدان التنوع الحيوي الكارثي».
وأضافوا، قائلين: «عمّا قريب، سيكون قد فات الأوان على تغيير الاتجاه بعيداً عن مسارنا الفاشل، والوقت آخذ في النفاد».
والهدف من الورقة، كما قال «ريبل»، هو «إشعال فتيل نقاش عام واسع النطاق، حول البيئة والمناخ العالمييْن».

*كبيرة المحررين في مركز كومون دريمز الإخباري، وكاتبة فيه – موقع: كومون دريمز.


Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى