قضايا ودراسات

أبناؤنا سفراؤنا

ابن الديرة

حمل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الجهات الرسمية المختصة، مجدداً، مسؤولية التواصل مع أبنائنا الطلبة الذين يدرسون في الخارج، والحفاظ على روابطهم بالوطن حية ومتجددة ومتجذرة، ومتابعة مستجدات أوضاعهم، واحتياجاتهم، والعمل على تلبيتها، ومعالجة أية مشكلات أو صعوبات قد تواجههم خلال إقامتهم خارج البلاد، في الغربة، والوقوف على أحوالهم الدراسية ومدى جديتهم في أداء المهمة الوطنية المقدسة التي يقومون بها.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، فخلال لقاء سموه مع أعضاء اللجنة المنظمة لبرنامج الملتقى الوطني للطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج «ملتقى عيال زايد»، أكد سموه على أهمية متابعة شؤونهم الاجتماعية، وتقديم التسهيلات المناسبة لهم، وضرورة توعيتهم بكل ما من شأنه أن ينعكس إيجاباً عليهم وعلى الوطن سوياً، ومختلف المسائل التي ترتبط بصورة أو بأخرى بمسيرتهم الأكاديمية، وشؤون حياتهم المختلفة.
طلبتنا في الخارج أحوج ما يكونون إلى بقاء الروابط مع الوطن متجددة، فلا يشعرون بالانقطاع عنه خلال معيشتهم في بلاد الغربة، والتعليم العالي وسفاراتنا وملحقيّاتنا التعليمية قادرة على الوفاء بهذه المهمة الوطنية بامتياز، لقربهم من الطلبة، واعتبارهم المرجعية التي يلجأ إليها كل طالب مغترب، ومن الأهمية بمكان أن يبقى الطالب مرتبطا بقضايا وطنه ويتابع مستجداتها باهتمام.
وكما دأبت القيادة الحكيمة للبلاد على التأكيد في كل مناسبة، فإن كل إماراتي في الخارج، هو سفير لبلاده، يتحمل أمانة أن يحافظ على سمعتها الطيبة، ويعزز المكانة اللائقة بين الشعوب والأمم التي تبوأتها بجدارة واستحقاق، وينأى بنفسه عن التصرفات السلبية والأماكن المشبوهة والخطرة، وعليه أن يتخيل نفسه وكأنه يسير حاملاً علم بلاده عالياً، يرفرف مختالاً، فيخجل من نفسه أن يعرضه للإهانة.
المكانة العالية التي تحتلها الإمارات بين الدول والشعوب لم تأت هكذا بدون جهد، أو من غير تضحيات جمة، ولكنها تحققت بالبذل والعطاء وسرعة نجدة المنكوبين وتوفير الطعام للجائعين والعلاج للمرضى والتعليم للأميين، والقائمة تطول.
لذلك، يجب على كل إماراتي أن يعزز السمعة الطيبة لبلاده في الخارج، خاصة الطلبة الذين يعيشون فترات طويلة مغتربين عن الوطن، وهم في مراحل سنية حرجة، وفي ذلك احترام للنفس، وتقدير لجهود المؤسسين الأوائل الذين سهروا الليالي وضحوا بكل غال ليبنوا نهضة الإمارات ومجدها، وتابع جهودهم ببراعة واقتدار ربان السفينة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الذي قاد البلاد إلى أعلى مراتب الفخار، ووضعها باقتدار في مقدمة قطار الحضارة العالمي.
صحيح أنها مسؤولية تضامنية مشتركة، لكن أبناءنا الطلبة الدارسين في الخارج يبقون في الصدارة، ويتحملون الجزء الأكبر من الأمانة الوطنية.

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى