أسرة متماسكة .. مجتمع قوي
الجهود الجبارة التي تبذلها الدولة للحفاظ على إنجازات المسيرة الحضارية المباركة منذ قيام الدولة أوائل سبعينات القرن الماضي، وإلى الآن، والتخطيط العلمي للمستقبل بما يضمن تحقيق المزيد منها للأجيال القادمة، تتطلب أن يكون الوصول إلى أسرة قوية ومتماسكة، ويتمتع افرادها بمستويات عليا من العلم والرقي الأخلاقي والقدرة على العطاء المتميز، والإبتكار، واستيعاب مفردات العصر الذي نعيش فيه، هدفا استراتيجيا مهما وأساسياً، لأنه وحده الكفيل بتشكيل قاعدة انطلاق رئيسية لكل المهمات الأخرى، وفي مقدمتها مسيرة التنمية، والطفرة الحضارية التي تحققت بالجهود المخلصة للقيادة الرشيدة والشعب.
ونجاح المجتمع في بناء أسر عصرية واعية وملتزمة، تقدس العمل وتجتهد لإتقانه والإبداع فيه، وتجديد مخرجاته المتنوعة سواء الخدمية أم الإنتاجية منها، سينعكس إيجابا على المجتمع نفسه، فيصبح حينها قادرا على تجاوز جميع العقبات التي تعترض طريق البناء والتنمية، وتنويع الإنتاج لزيادة مصادر الدخل، والجاهزية للنهوض بأية مهمات وأعباء إضافية تفرضها طبيعة المرحلة، سواء في مواجهة متطلبات الحاضر، أو القدرة على التحضير للمستقبل، ومحاولة سبر غور طبيعته وتفاصيله المتوقعة، والعمل على التخطيط المدروس لأساليب المواجهةالضرورية في قادم السنين.
بداية، لا مجال للأمية ولا حتى بين كبار السن الذين فاتهم قطار العلم، فهؤلاء يمكن تعويضهم ببعض العلوم المكملة لخبراتهم الحياتية الميدانية التي اكتسبوها على مر السنين، لكن الإستسلام لأي مانع مرفوض جملة وتفصيلاً، كما أن ولي الأمر مطالب إلى جانب بناء شخصيته وتكوين ثقافته العامة، بأن يكون متواصلا مع أفراد أسرته، عيناه عليهم تراقب تفاصيل حياتهم، ويتدخل كلما استدعت الحاجة ذلك، وولية الأمر هي أيضا يجب أن تنهض بالمسؤولية نفسها وزيادة، بحكم احتكاكها بأفراد الأسرة وقتا أطول.
أما الأبناء فالحديث حولهم يطول، لكنه يتمحور في ضرورة أن يكونوا الإستثمار عالي الربحية الذي تعول عليه الدولة الكثير في استمرار البناء حاليا ومستقبلا، فلا مكان على الإطلاق للهامشي فاقد الحماس، ولا لنصف المتعلم ونصف الجاهل، لأنهم الشباب نصف المجتمع تقريبا، وبهم ينهض الوطن ويواصل زحفه الظافر نحو المستقبل، رافعا راية الإنتصار خفاقة في السماء، محققاً المزيد من الإنتصارات، فهم كل الأمل، وعليهم تقع كل المهام الصعبة التي لا مجال إلا أن يؤدوها بإتقان وتفان وتميز.
الأسرة القوية المتماسكة التي يغلف الحب علاقات أفرادها، تشكل دعامة قوية في البناء الاجتماعي الذي يعبر بطبيعة الحال عن عنفوان الدولة وقوتها، وقدرتها على التسلح بالعلم، وإدخال التكنولوجيا في كل مقاسم العمل الإنتاجي والخدمي، في طول البلاد وعرضها، وأي خلل في العلاقات الأسرية سينعكس بصورة أو بأخرى على المجتمع.
الرؤية الحكيمة بعيدة النظر للقيادة الرشيدة حددت بوضوح، أهمية الوصول إلى أسرة قوية واعية، كمقدمة لا بد منها لاستمرار مسيرة البناء والتطوير والتنمية، وتحقيق الأهداف الكبرى، وفي المقدمة منها الثورة الزراعية ونشر الرقعة الخضراء بديلا للصحراء، والتحول النوعي في الواقع التعليمي والصحي والبنية التحتية وغيرها.
ابن الديرة
ebn-aldeera@alkhaleej.aeOriginal Article