قضايا ودراسات

أمريكا تعارض حظر الأسلحة النووية

جون لافورج

أطلقت الولايات المتحدة مرتين، خلال سبعة أيام، صاروخين نوويين تجريبيين نحو جزر مارشال في المحيط الهادي، في حين رفضت الانضمام إلى مفاوضات دولية حول معاهدة جديدة تحظر الأسلحة النووية
التجربتان اللتان أجريتا في 26 إبريل/نيسان و3 مايو/أيارالماضيين، كانتا لاختبار نسخة متطورة جديدة لصاروخ «مينوتمان – 3» العابر للقارات. وقد أعلن سلاح الجو الأمريكي في بيان أن مثل هذه التجارب «تضمن قدرة الولايات المتحدة على الاحتفاظ برادع نووي قوي وموثوق كعنصر أساسي في الأمن القومي الأمريكي».
وقد شرحت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، لماذا قاطعت الولايات المتحدة المفاوضات الدولية حول «معاهدة حظر» التي بدأت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 27 مارس/آذار الماضي، قائلة بشأن الأسلحة النووية: «لا يمكننا أن نقول إننا نحمي شعبنا إذا سمحنا للاعبين أشرار بأن يمتلكوها، في حين أن الأخيار بيننا الذين يحافظون على السلم والأمن لا يمتلكوها».
وقد كان بإمكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ – أون، أن يقول الشيء نفسه بشأن قنابله النووية السبع، خصوصاً في هذا الوقت حيث تتساقط قنابل وصواريخ الولايات المتحدة على سبعة بلدان – العراق، أفغانستان، سوريا، باكستان، اليمن، الصومال وليبيا – في حين أن الولايات المتحدة تجري مناورات عسكرية كبرى قبالة شبه الجزيرة الكورية.
والسفيرة هالي تجنبت السقوط في ازدواجية، إذ إن مشاركة بلادها في مفاوضات حول حظر الأسلحة النووية كانت ستعتبر نفاقية في وقت تستعد وزارة الدفاع الأمريكية لسلسلة جديدة من تجارب نووية، وصنع أسلحة نووية جديدة. وفي الواقع، أجرت الولايات المتحدة تجربة أخرى في إبريل/نيسان لاختبار قنبلة هيدروجينية جديدة من المقرر أن يبدأ صنعها بعد 2022.
وقد شرحت جاكي كاباسو، المسؤولة في المنظمة السلمية «المؤسسة القانونية في الولايات الغربية» (الأمريكية) قائلة: «في 1997، وقع الرئيس بيل كلينتون توجيهاً رئاسياً يعيد تأكيد استعداد الولايات المتحدة للمبادأة باستخدام السلاح النووي، باعتبار ذلك الركن الأساسي للأمن القومي الأمريكي… والرئيس أوباما أطلق برنامجاً يكلف تريليون دولار على مدى 30 سنة لتحديث الأسلحة النووية الأمريكية… وعلى مدى السنتين الماضيتين كانت الولايات المتحدة تجري سلسلة تجارب لاختبار القنبلة النووية المعدلة» بي 21 – 12 «التي ستكلف أكثر من ضعف وزنها من الذهب الخالص». وهذه القنبلة سوف تنشر في ستة مواقع لحلف الأطلسي عبر أوروبا.
وبموازاة هذه التجارب النووية، يواصل سلاح الجو الأمريكي تجارب لاختبار النسخة الجديدة من صواريخ «مينوتمان – 3» العابرة للقارات. وشرح نائب وزير الدفاع روبيرت وورك، أن هذه التجارب والاختبارات هي «رسالة تفيد بأننا مستعدون لاستخدام أسلحة نووية دفاعاً عن بلدنا إذا اقتضت الضرورة». وهذه كذبة كبرى. إذ إن «استخدام» أسلحة نووية يعني فقط مجازر – والمجازر لا يمكن أبداً أن تكون «دفاعاً عن بلدنا».
ويقول الخبير والمحلل في موقع «أنتي وور» السلمي جيسون ديتز: «إذا جرت في أي مكان من العالم، من دون استثناء، تجربة لاختبار صاروخ عابر للقارات، فإن الولايات المتحدة ستدين ذلك بغضب باعتباره استفزازاً خطراً. والولايات المتحدة ستعتبر إطلاق صاروخ قادر على حمل رأس نووي بمثابة عمل حربي. ولكن الأمر مختلف اليوم، لأن مثل هذه التجربة الصاروخية أجريت في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث أطلق صاروخان نوويان نحو جزر مارشال».
النتيجة الواضحة التي يجب استخلاصها هي: الولايات المتحدة لا تريد التخلص من الأسلحة النووية. ومع ذلك، قالت السفيرة هالي في كلمتها أمام الأمم المتحدة: «الولايات المتحدة هي الضمير الأخلاقي للعالم».

ناشط سلمي أمريكي مسؤول في منظمة «نيوكووتش» الأهلية التي تدعو إلى عالم بلا أسلحة نووية – موقع «كومون دريمس»


Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى