قضايا ودراسات

إجازة صيفية مفيدة لأطفالنا

مضى عام دراسي طويل نال فيه الطفل والأهل على حد سواء نصيبهم من الضغط والالتزام، فما بين إعادة دراسة وتحضير وحل واجبات مر عام من التعب، ولكن ما يخفف من وطأة تلك الأيام أنها تتوج بشهادة تبرز وتقدر كل ما قام به الطفل خلال عامه من جهد، ناهيك عن العطلة التي ينتظرها الجميع بفارغ الصبر ليستعيدوا نشاطهم وحيويتهم التي تم استنزافها خلال فترة امتحانات نهاية العام الدراسي. ومع بداية أول يوم في العطلة يبدأ الأطفال بالتسلية وممارسة ألعابهم المفضلة دون انقطاع، وهكذا دواليك إلى حين انقضاء أول أسبوع وعندها يبدأ الملل يعم الأجواء.
وعلى الرغم من أن العطلة ذات موعد محدد يتكرر في نهاية كل عام دراسي، إلا أن الجميع يصدم بطول العطلة خصوصاً الأهل الذين يجدون أن الملل بدأ يتسرب إلى قلوب أطفالهم الصغار التي لطالما ذابت شوقاً لهذه الأيام خلال الدراسة، عندها يقع الوالدان في حيرة من أمرهما حول نوعية وكيفية ممارسة بعض النشاطات المفيدة والمسلية في نفس الوقت. ويعود السبب في ذلك إلى واقع أن عدداً قليلاً جداً من الناس من يقومون بالتخطيط لمثل هكذا عطلة طويلة. وهناك العديد من النشاطات المنزلية والخارجية التي يستطيع الطفل الاستمتاع بها، منها يوم في الملعب، إذ يستطيع الأهل تخصيص يوم يذهبون خلاله إلى أحد الملاعب القريبة والتي تحتوي على عدد من الألعاب بالإضافة إلى الملاعب المخصصة لممارسة بعض الرياضات مثل كرة السلة، والكرة الطائرة، وكرة القدم، وسيجد الآباء أن أبناءهم يقضون أمتع الأوقات.
ويجدر بالأهل تخصيص يوم لتقوية الطفل في أحد الجوانب الدراسية التي يظهر فيها ضعفه كاللغات أو الإملاء أو القراءة.
ويمكن تحديد يوم في الأسبوع يستقبل فيه الطفل صديقه أو يذهب إلى بيته من أجل اللعب في داخل البيت، ومن المهم أن يكون هناك اتصال وثيق بين عائلتي الطفلين لتستطيعا مراقبتهما خلال تلك الفترة.
ويجب أن يعتاد الطفل على أن يقوم بترتيب أسبوعي لغرفته وخزانته، وذلك كي يعتمد على نفسه.
ويعتبر تخصيص يوم في المكتبة من النشاطات المهملة على الرغم من أهميته، يجب أن يحرص الأهل على مرافقة أطفالهم إلى المكتبة في يوم محدد خلال الأسبوع، ليتعرف الطفل على جوانب المكتبة وآدابها وطرق استعارة وإعادة الكتب إليها وتشجيعهم على القراءة، فلذلك الأمر بالغ الأثر في تكوين أفكار الطفل.
وبمثل هذه الأفكار البسيطة يستطيع الأهل منح أطفالهم عطلة أكثر متعة، تجعلهم أكثر فكراً وخيالاً بعيداً عن شاشات التلفاز والأجهزة الإلكترونية المؤذية.

محمد سعيد القبيسي
abudhabi@email.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى