«الأطلسي» يتمدد نحو منطقة الهادي

إيمانويلي سكيميا*
قام سكرتير عام حلف الأطلسي ينس ستولتنبرج، بزيارة إلى اليابان وكوريا الجنوبية اختتمها في 2 نوفمبر/تشرين الثاني، وعرض خلالها سياسة الحلف الغربي تجاه منطقة آسيا – الهادي.
المهمة المحورية لحلف الأطلسي هي حماية أراضي دوله الأعضاء، ولكن ستولتنبرج يرى الآن أن «جغرافيا الخطر قد تبدلت». وقال إن تحديات الأمن العالمي تتطلب حلولاً عالمية، وتعاوناً أوسع بين شركاء.
وتكمن خلف افتراض ستولتنبرج فكرة أن ما يحدث في شرق وجنوب شرق آسيا يمكن أن يؤثر في أمن الأطلسي. وهذا يثير إمكانية تدخل الحلف الأوروبي – الأطلسي في تلك المنطقة.
وفي حسابات حلف الأطلسي، تعتبر كوريا الشمالية وأمن الملاحة في بحري الصين الشرقي والجنوبي ضمن فئة التحديات العالمية، ما يعني أن حلف الأطلسي يعتبر نفسه معنياً بتلك المنطقة الآسيوية. وفي الواقع، تصدرت الأزمة النووية الكورية الشمالية أجندة ستولتنبرج خلال جولته الآسيوية. وقال إنه يتعين على كوريا الشمالية أن تفكك برامجها النووية والصاروخية. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، يتعين على جميع اللاعبين المعنيين أن يمارسوا الضغط على كوريا الشمالية من خلال العقوبات الاقتصادية والعمل الدبلوماسي والسياسي. واعتبر ستولتنبرج أن كوريا الشمالية تشكل خطراً على «الشركاء الطبيعيين» لحلف الأطلسي في شرق آسيا، وكذلك على الحلف ذاته. كما اعتبر أن الولايات المتحدة وكندا، وكذلك فرنسا (التي تسيطر على جزر في المحيط الهادي)، هي قوى معنية بمنطقة الهادي، خصوصاً على أساس اعتقاد أن صواريخ كورية شمالية مجهزة برؤوس نووية يمكن أن تصبح قريباً قادرة على ضرب أوروبا. وقد شدد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي يعمل من أجل عزل وتطويق كوريا الشمالية، على هذه المسألة خلال محادثاته مع سكرتير عام حلف الأطلسي.
والمسألة الثانية التي تصدرت محادثات ستولتنبرج مع رئيس الوزراء الياباني هي التعاون حول أمن الملاحة البحرية. وقال ستولتنبرج إن من الممكن جداً أن تتعاون القوات البحرية لكلا حلف الأطلسي واليابان من أجل ضمان الملاحة ومكافحة القرصنة في القرن الإفريقي. وفي بيانهما الصحفي المشترك، عبر ستولتنبرج وآبي عن القلق بشأن النزاعات الإقليمية في بحري الصين الشرقي والجنوبي، وأعلنا معارضتهما «لأعمال من طرف واحد يمكن أن تغير الوضع القائم وتزيد التوترات»، في هذين البحرين، ودعوا إلى تسوية النزاعات البحرية وفقاً للقانون الدولي. وأكدا أيضاً دعمهما لحرية الملاحة وتحليق الطائرات فوق مياه متنازع حولها.
وهذه إشارة إلى معارضة الغرب واليابان للمطالب الإقليمية الصينية في بحر الصين الجنوبي، والى النزاع الصيني – الياباني حول جزر في بحر الصين الشرقي.
وبالرغم من الارتباط بين الأطلسي وشرق آسيا، من غير المتوقع أن ينشر الأطلسي قدرات عسكرية من أجل الضغط على كوريا الشمالية، أو ممارسة حرية الملاحة والحركة الجوية في بحري الصين. ففي الوقت الراهن، يركز التحالف العسكري الأوروبي – الأطلسي على شرق أوروبا (بمواجهة روسيا)، وسوريا والعراق، وأفغانستان. وعلى كل حال، لا يملك الأطلسي في الوقت الراهن الوسائل والموارد التي تمكنه من العمل في مسرح شرق آسيا أيضاً.
ولكن الأطلسي يبقى لاعباً في أي نزاع تخوضه الولايات المتحدة. وقد سئل ستولتنبرج حول ما إذا كان تفجر نزاع مسلح في شبه الجزيرة الكورية سيؤدي إلى تفعيل البند الخامس من ميثاق الأطلسي (الذي ينص على أن أي اعتداء على دولة عضو في الحلف يعتبر اعتداء على جميع الأعضاء)، فأجاب أن الولايات المتحدة هي جزء من الحلف.
*صحفي ومحلل في السياسة الخارجية – موقع «آسيا تايمز»