قضايا ودراسات

الإمارات وجهودها لاستقرار الأمة العربية

سلطان حميد الجسمي
تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي ظل التحديات والتصدعات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً في دول عربية، إلى مواجهة التطرف ومحاربة الإرهاب، وحفظ الاستقرار والأمن فيها.
وسعت دولة الإمارات، منذ تأسيسها، إلى تقديم الدعم والمساعدة للمحتاجين والفقراء حول العالم، وها هي اليوم صنعت اسماً حافلاً وكبيراً في مجال الإغاثة الإنسانية، وتبنت بكل قوتها تقديم المساعدات الغذائية والدوائية للشعوب المنكوبة، مواصلة دور المؤسس المغفور له بإذن الله الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي جعل من دولة الإمارات منارة للسلام والتسامح، وتقديم يد العون للعالم أجمع، من دون تمييز في الدين، أو اللون، أو العرق، وقد سميت مناطق ومدن في دول عدة باسم «الشيخ زايد» تخليداً له على الأعمال الإنسانية والإغاثية، وعلى خطاه مشى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ، حفظهم الله.
وقدمت دولة الإمارات الغالي والنفيس من شبابها البواسل والأسود، وجيشها المخلص في الميادين، يداً بيد مع قوات التحالف العربي والعالمي لمواجهة خطر الإرهاب، وإعادة الأمل للشعوب العربية، وقدمت كوكبة من شهدائها الأبرار، وعملت كداعم رئيسي للاستقرار والأمن في اليمن، ومساندة الشعب اليمني لاسترجاع حقه في العيش في وطن تسوده المحبة والسعادة. واليوم تنطلق من موانئ دولة الإمارات المساعدات الغذائية والطبية للأشقاء اليمنيين، وأيضاً تم بناء وإعمار البنية التحتية والمرافق والمؤسسات التي دمرها الإرهاب وقوى الظلام الغاشمة.
الأزمة الأخيرة لدول الخليج ومصر مع دولة قطر، كانت بدافع محاربة الإرهاب وقطع دابره، وتجفيف منابعه، الذي يشكل خطراً كبيراً على الأمة العربية. فبالإرهاب ضربت قطر أمن واستقرار الدول العربية، وكانت السبب في قتل آلاف الأبرياء من الشعب العربي، وتشريدهم، وتهجيرهم. وكانت دولة الإمارات بالمرصاد للإرهاب، وعملت بعزم على محاربته، ووقف دعم الإرهابيين، ومنذ الأيام الأولى من المقاطعة الخليجية- المصرية لدولة قطر سارت الإمارات يداً بيد مع الدول الشقيقة على خطى ثابتة، وبكلمة واحدة في مطالبها، سعياً منها للحفاظ على أمن واستقرار الدول العربية.
وتسعى دولة الإمارات اليوم، وبكل قواها، لتقديم الدعم لمصر للحفاظ على أمنها، واستقرارها، ونموها الاقتصادي. ففي موقف واضح لدولة الإمارات، على لسان الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أكد «أنه لا يمكن لأي عربي مخلص إلا أن يفرح لاستقرار مصر، ونجاحها، وعزّها، فلن نتمكن من صيانة الفضاء العربي من دون نجاح مصر، ومن دون استقرارها وتطورها»، وهذا دليل واضح على أن أمن واستقرار مصر من أمن واستقرار الدول العربية، فدولة الإمارات حريصة على أمن واستقرار مصر، لأنها جزء رئيسي من الأمن العربي، من دون شك.
والجهود الإغاثية والدبلوماسية لدولة الإمارات واضحة في الأزمة السورية، وهي الأزمة التي أنهكت الشعب السوري، ودمرت كل آماله، وطموحاته، وزعزعت أمنه، واستقراره. واليوم، وبعد سبع سنوات من الأزمة، تواصل دولة الإمارات تقديم المساعدات إلى الشعب السوري، سواء النازحين السوريين داخل سوريا، أو الذين في الأردن ولبنان وتركيا والعراق، وعددهم بالملايين، وقد تنوعت المساعدات لتشمل الأغذية، والمخيمات، والأدوية، وغيرها من مساعدات يحتاج إليها النازح، وأيضاً احتضنت الإمارات أكثر من 100 ألف سوري منذ بداية الأزمة، وتزايد عددهم اليوم أضعافاً في دولة الإمارات التي تعتبر الحضن الدافئ لهم في الأزمة التي يمرون بها، واليوم هي تدعم جهود الأمم المتحدة لإنجاح العملية السياسية والدبلوماسية لإنهاء الأزمة في سوريا.
تاريخ حافل، وسجل مدون عالمياً يعتبر مرجعاً للبشرية في المساعدات الإنسانية والتنموية التي قدمتها دولة الإمارات للدول. وكانت، ولا تزال، دولة فلسطين هي من الدول التي تقدم لها العون والمساعدة وتساند قضيتها بشكل متواصل، وأيضاً وقفت مع العراق ضد الإرهاب والتطرف، وحاربت مع قوات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، واليوم تمت هزيمة «داعش» في العراق، ومن هنا كان دور دولة الإمارات في استقرار وأمن العراق واضحاً للعالم، وأيضاً دولة الإمارات هي المانح الأكبر في العالم للمساعدات الإنسانية للشعب العراقي، وغيره من الشعوب العربية والإسلامية.

sultan.aljasmi@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى