الابتكار.. حالة متأصلة!

مريم البلوشي
الابتكار، حالة من الوفاء قبل أن تكون مبادرات أو فعاليات، هي الرغبة الحقيقية بأن نرد الجميل بشيء جميل، فالوجود خلقه الله بذروة من التفرد والإعجاز، وكل يوم يكتشف العلم والعلماء ما يذهلهم ولا يصل لوصفنا أو مخيلتنا لكنه المحفز الأول الحقيقي، أن هناك الكثير لنعرفه ونكتشفه، ويكون جزءاً من حياتنا واكتشافنا لذواتنا، الابتكار الأول هو ما تفعله في نفسك من اتصال حقيقي بهذا الكون ومجرياته، أحداثه ومتغيراته، قراءاتك للتاريخ وما حصل من زوال أمم وظهور أمم، من انتقال خريطة الحضارة والعلم بين الأمم، وبمن بدأ ومن اليوم يتربع على الخريطة العالمية. الابتكار أن تستوعب كل ما يدور في الفلك وتكون أنت ذاك الذي يحرك ويتغير ويعود ليتغير مرات ومرات بامتنان، وشكر. ولن يصغر الكون بمخترع جديد أو مبدع يخرج، الكل له في الدنيا نصيب…!
إن أهم حالات الابتكار، الاستدامة هي استثمارنا في المواد البشرية وثقتنا بهم، ومعرفتنا أنهم على الطريق الذي سيوصلنا بعد أعوام للفضاء، كم نحن فخورون اليوم برؤية قائدنا ووالدنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حين وثقا بكوادر الإمارات، زياراتهما المتكررة ل«خليفة سات» وثقتهما بالمهندسين هناك وكل العاملين، كان لها الدور الأكبر في الإنجاز الذي أعلن عنه بالأمس وهو إطلاق أول قمر اصطناعي عربي دون تدخل أجنبي، الثقة هي الدافع للابتكار، ثقتنا بكوادرنا بعقولنا، وبأننا نملك المؤهلات التي تدفع بمن عندنا للقمة. رب كلمة، ورب موقف يجعل من كان يظن أنه لن يقدم شيئاً يبهرك بجميل وقوة ما يقدم. هذا الإنجاز أكبر دليل على الابتكار في البشر، في تحفيز عقولهم وفي تحقيق الآمال الكبيرة بجسور من الحب والثقة والمواصلة.
اليوم، وغداً وكل يوم، هل نملك الشجاعة بأن نحتفل بأنفسنا؟ بأن نستثمر فيها؟ بأن نجعلها متجددة حقيقية واثقة بأن التعب في البدايات هو طريق الفخر والنجاح. التزاحم في الطريق هو خير من عند الله، ونعمة، فكلنا متكاتف، متعاون نسير على نفس الدرب لنفس الغاية والهدف، نريد الريادة لكن دون أن نتهاون على دعم بعضنا، على تشجيع كل من حولنا، نحن لربما كنا أفراداً لكن الله سيسخر لنا الكون حين نريد، وحين يكون اليقين بالله بأنه يعطي دونما مقابل، وبأن عقولنا هي من خلقة رب أبدع وكل يوم نحن في اكتشافات جديدة تجعلنا نسجد ونسبح امتناناً وشكراً. ليكن الابتكار حالة وجدانية متأصلة، صورة متكررة ومتجددة بتجدد ما فينا.. وكل عام وأنتم والابتكار في توحد.
مريم البلوشي.
Mar_alblooshi@hotmail.com