قضايا ودراسات

الخطوة المهمة

إذا رغبنا بالتميز وأن نكون مبتكرين، أعتقد أننا نحتاج لجانب مهم وجوهري لإتمام هذه المهمة، وهو وببساطة متناهية الحافز، ويعني وجود الدافع والسبب. والسبب قد يكون في كثير من الأحيان نابع من الحاجة والتي دونها لم يكن لنشاهد الكثير من المخترعات التي قفزت بالبشرية نحو مصاف التقدم والتطور.
إذا عدنا للوراء نحو فجر التاريخ فإننا سنلاحظ أن الحاجة كانت هي شعلة التقدم وهي مستمرة حتى يومنا وستظل مستمرة، لأن الصعاب والعقبات التي تعترض الإنسان متتالية وأهمية التغلب عليها حتمية وكبيرة، لذا كانت المبتكرات والكشوف التي وضع الإنسان يده عليها والتي نشاهدها اليوم ونعتبرها بديهية مثل استئناس الحيوانات وترويضها والكشوف المتتالية لأفضل الطرق في مجال الزراعة والري فضلاً عن اكتشاف كيفية إشعال النار والتحكم بها وغيرها كثير، إنما جاءت من الحاجة والحاجة الملحة.
لذا إذا رغب أي منا في التميز يجب أن يغرس في نفسه الحاجة للتفوق وينمي هذه الحاجة حتى تدفع به نحو الأمام وتكون سبباً يقوده لتحقيق المنجزات، وأعود للنقطة الأولى للتأكيد بأنه لا يوجد مبتكر ولا اختراع دون تعب ودون جهد وتعلم، ولكن ضع الأساس المتين القوي الذي تستطيع الوقوف عليه، وليكن هذا الأساس هو الحاجة الذاتية أولاً، ثم بعد ذلك يجب عليك النظر في مجتمعك وناسك وكيف تقدم لهم شيئاً متميزاً مبدعاً مختلفاً عن السائد، ببساطة أن تقدم لهم شيئاً جديداً هم يحتاجونه. وإيجاد الحاجة والدافع للابتكار والاختراع خصلة وميزة أدركها كبار المبدعين على مر التاريخ، فتوماس ألفا أديسون، المخترع الشهير ورجل الأعمال الأمريكي، الذي قدَّم للبشرية مئات من المبتكرات والاختراعات والتي كان لها أثر بالغ الأهمية في مسيرة الحضارة الحديثة برمتها، له عدة كلمات في مجالات الابتكار والاختراع من تلك الكلمات التي يجب علينا التفكير ملياً بما تحتوي من معنى رغم محدويتها وقصر كلماتها، حيث قال:«لم أكن لأنجح في اختراعاتي لو لم أدرك حاجات البشر، كنت أرى ما يريده الناس ثم ابدأ بالاختراع».
ببساطة متناهية، هذا هو المفتاح، أن تدرب عقلك على التفكير بطريقة مختلفة ومبدعة، وهي النظر نحو غير المألوف وغير السائد وفي اللحظة نفسها توجد له حاجة، من هنا تكون وضعت قدميك على طريق التميز والابتكار والاختراع.
شيماء المرزوقي
Shaima.author@hotmail.com
Www.shaimaalmarzooqi.comOriginal Article

زر الذهاب إلى الأعلى