قضايا ودراسات

الشيخة بدور وملف العاصمة العالمية

ابن الديرة
لا يمكن الفصل بين منجز الشارقة والإمارات بتتويج الشارقة عاصمة عالمية للكتاب (2019) ومنجز شخصية استثنائية أسهمت كثيراً في هذا الفوز، وهي الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسسة ورئيسة جمعية الناشرين الإماراتيين، رئيسة اللجنة المنظمة لملف الشارقة العاصمة العالمية للكتاب، ولا بد من التركيز على علاقة الشيخة بدور بالثقافة والكتاب، وهي التي نشأت على حب الكتاب والعلم والمعرفة والثقافة، مفتدية بوالدها العالم المؤرخ والقائد المثقف، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
الشيخة بدور أول من نادى في الإمارات بقيام جمعية خاصة بالناشرين، فكانت رئيسة مجلس إدارة الجمعية لدورتين متتاليتين، ولأنها تفهم الإدارة والقيادة فهماً خاصاً ومتقدماً، فقد رأت إتاحة الفرصة لغيرها لتولي رئاسة الجمعية بعد أن عملت على نص في النظام الأساسي يقول بعدم جواز استمرار أعضاء مجلس الإدارة أكثر من دورتين «متتاليتين»، وبعد إتاحة الفرصة للغير، ارتفعت أصوات الناشرين والكتاب والمثقفين مطالبة بعودة الشيخة بدور إلى رئاسة مجلس الإدارة بعد أن شغلت في الفترة الماضية الرئاسة الفخرية.
إثبات الواقعة بتفاصيلها له قصد، فهذه شخصية الشيخة بدور الناجحة والمتميزة، ولأنها قيادية قديرة فهي تختار فرق عمل ملائمة معها، وهكذا كان مع ملف الشارقة العاصمة العالمية للكتاب.
وفِي السنوات الأخيرة، وهي زمن قصير نسبياً، لكنه كبير بعمر الإنجاز، أصبحت للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مكانتها في الاتحادين العربي والدولي للناشرين، وحصلت في الاتحاد الدولي على مناصب مكنت أكثر للنشر والكتاب العربيين، ما كان له الأثر المهم في التعريف بالكتاب العربي عالمياً.
لم يحدث كل ذلك مصادفة، وكان وراءه ثقافة ومعرفة وخبرة ورقي الشيخة بدور، سليلة سلطان العلم والثقافة، وابنة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي. الإشارة هنا إلى سمو الشيخة جواهر مهمة وضرورية، ففي بيت الشيخة جواهر، المنتصرة دائماً للعمل الثقافي والإنساني، نشأت الشيخة بدور، وتعلمت أبجدية العطاء والوفاء.
ونجحت الشيخة بدور في رحلة العلم والعمل، ويعرف كل من عرفها أو اشتغل معها مناقبها، وأولها العمل المتواصل في صمت، بعيداً عن الأضواء والضجيج، لكن الأضواء تأتي بعد كل نجاح، والفوز بالشارقة عاصمة عالمية للكتاب حلقة جديدة من حلقات نجاح لا تنقطع، حيث العمل مطوق بالإخلاص والحماسة والإتقان، وحيث الغاية خدمة الثقافة والكتاب، وخدمة الشارقة الحبيبة ودولة الإمارات الغالية.
لم يكن مناسباً مرور هذه المناسبة الجميلة من دون التوقف عند دور الشيخة بدور، وفي ذلك مزيد اعتداد واعتزاز بالمرأة الإماراتية، وتقديم أنموذج ملهم حقاً للمرأة في بلادنا، ولمجتمعنا خصوصاً أجيالنا الطالعة.

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى