مقالات ادارية

العمل.. أربعة أم خمسة أيام؟

يوسف القبلان

قامت إحدى الشركات بتجربة اختصار أسبوع العمل من خمسة أيام إلى أربعة أيام، كانت النتيجة استمرار الموظفين في تحقيق مستوى الإنتاجية السابق نفسه ما دفع بالشركة إلى تثبيت هذا التعديل واعتماده بصفة مستمرة، باستثناء خدمة العملاء التي تعمل طيلة الأسبوع.

ذلك ما أشار إليه مؤلف كتاب (التركيز في العمل) الأستاذ كول نيوبورت، ويقول: “إن أحد مؤسسي الشركة علق على القرار بقوله: دع الموظفين يستمتعون بالطقس في الصيف”.

الرأي الآخر عن اختصار أسبوع العمل جاء عبر مقال صحفي للصحفية تارا ويز في مقال بعنوان (لماذا أربعة أيام عمل غير مناسبة)، وهي ترى أن (8) ساعات عمل في اليوم صعبة جداً، وإذا بقي الموظفون ساعات إضافية فسيكون نتيجته انخفاض في المعنوية والإنتاجية.

الشركة صاحبة التجربة ردت على رأي الصحفية بالاتفاق معها بأن حشر 40 ساعة في أربعة أيام ستسبب ضغطاً على الموظفين، وأن الهدف من أربعة أيام عمل ليس العمل 10 ساعات في اليوم وإنما 8 ساعات في اليوم خلال 4 أيام فقط.

كيف يكون ذلك، أين المنطق هنا في هذا النقاش؟ كيف يتحقق خلال 4 أيام ما يتحقق خلال 5 أيام؟ الإجابة حسب وجهة نظر صاحب التجربة المشار إليها تكمن في أن ساعات العمل الأقل يفترض بل يجب أن تؤدي إلى التركيز أكثر وتجنب المقاطعات أثناء ساعات العمل أو كما قال التخلص من الشحوم والأمور السطحية، عندما يكون أمام الإنسان وقت أقل لإنجاز عمل معين فهو يحترم الوقت ويستثمره بذكاء ولا يضيعه في أمور غير مهمة، نظريتنا تقول إننا سنحقق نتائج أفضل حين يكون أمامنا وقت أقل بدون مقاطعات. الفكرة هنا حسب صاحب التجربة هي التحكم بالوقت أو تنظيم الوقت بتقطيع الزوائد مثل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي التي لا تحقق الإبداع بينما يؤدي تنظيم الوقت إلى أفكار جديدة والتركيز في العمل وخاصة على الأعمال التي تتضمن التحديات.

نظرية الأربعة أيام باختصار تقول: إن الدافع لتطبيقها هو أن التركيز في العمل سلوك يتطلب التعامل مع الوقت باحترام.

على النقيض مما سبق يرى آخرون أن العفوية مطلوبة في بيئة العمل، وأن العمل وفق جدول محدد هو أسلوب جامد وصارم.

وجهة نظري أن تطبيق نظام الـ4 أيام يتطلب الأخذ في الاعتبار العوامل والأسئلة التالية:

طبيعة عمل المنظمة.

الاتفاق على تحديد المقاطعات اليومية التي تسرق الوقت؟

ما تأثير التقنية في هذا الموضوع؟

هل اختصار ساعات العمل سيؤدي فعلاً إلى تركيز أكثر وإنتاجية أفضل؟

كيف سيتم التخلص من المقاطعات أو الأعمال السطحية أو ما يسمى بالشحوم الزائدة؟ وهل من السهولة الاتفاق على تحديدها وتصنيفها؟ هل تصنف الاجتماعات مثلاً من فئة المقاطعات أو من مضيعات الوقت، هل كل الاجتماعات كذلك؟

التبعات الاجتماعية والاقتصادية.

نظام تقييم الأداء في المنظمة.

الثقافة التنظيمية للمنظمة.

هل توجد آلية دقيقة لتقييم الأداء وقياس الإنتاجية؟ وهل نظام العمل أربعة أيام مناسب للقطاع العام والقطاع الخاص؟

وللأسئلة بقية..

نقلا عن الرياض

زر الذهاب إلى الأعلى