المحمدون
ابن الديرة
تمثل العلاقة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية الشقيقة أنموذجاً مثالياً يحتذى، فإلى جانب المحبة والعاطفة والأخوة، هنالك الاشتغال معاً على تحقيق مصالح الشعبين الشقيقين وشعوب المنطقة، بل الأمة العربية والإنسانية جمعاء، وفيما يشتغل البلدان بمتابعة من القيادتين، قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على التنمية الداخلية والمشتركة، يعملان معاً، في أفق التناغم والتنسيق، على سياسة خارجية وسطية متوازنة، ويعملان معاً على الصعيد الأمني في مواجهة الإرهاب بالأمن والعدل والفكر والثقافة، ويتواجدان معاً، في اليمن، مثلاً، حيث السعي الجاد والحثيث لإعادة الشرعية، وحماية أوطاننا ومقدساتنا، وحيث يختلط الدم الإماراتي والسعودي على تراب الوطن من أجل قيم الحق والعدل والسلام.
وفي منتصف المشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفي منتصف المشهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
هذا الثلاثي الجميل يجسد اليوم الأمل الحقيقي لمنطقتنا ولوطننا العربي الكبير بأكمله، وفي تعاون هذا الثلاثي ضمان مستقبل منطقتنا، حيث التأكيد على أهمية التنمية المطوقة بالأمن والاستقرار، وحيث ترتيب الأولويات بما يحقق الحاضر وكأنه مستقبل.
اليوم أصبحنا نشعر أكثر بمستقبل الأولاد والأحفاد، وصرنا ننتظره بكل ثقة وطمأنينة، فهناك من يعمل لخير إنسان المنطقة، وهناك من يخطط ويضع الأهداف ثم يمضي إلى تحقيقها عبر جناحين: العلم والإخلاص.
القيادة الشابة الحكيمة في السعودية تكمل مسيرة الآباء المؤسسين، وفي اختيار محمد بن سلمان ولياً للعهد في المملكة العربية السعودية إشارة إلى غد البلد الشقيق، وإلى استكمال وتعميق الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين وهما يتصدران، اليوم، مشهد الفعل الإيجابي في منطقتنا، ما يلهم الأجيال حقاً، ويضيء لها دروب العلم والعمل.
وحين استقبل محمد بن راشد ومحمد بن زايد خبر اختيار محمد بن سلمان ولياً للعهد بهذا الفرح والتفاؤل، فلأنهما يعرفان الرجل جيداً وعن قرب، ويريان فيه رمز عطاء تستحقه السعودية والمنطقة.
هم المحمدون اسماً ووصفاً، وهم المحمدون في السياسة والتنمية والمحبة والمبادئ والأخلاق، وهم المحمدون في التعاون والعمل المشترك، وهم المحمدون في الحرب والسلم، وهم المحمدون في الحكمة والعقل، وهم المحمدون في العمل الإنساني.
هم المحمدون وكفى.
ebn-aldeera@alkhaleej.ae