قضايا ودراسات

الهاجس الأهم

شيماء المرزوقي

دون أدنى شك، أن إعلان صاحب السمو، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن السياسة الوطنية لكبار المواطنين، وما تضمنته من شمولية في رعاية كبار السن وخدمتهم، قد جاءت لتوضح، بما لا يدع مجالاً للشك، الاعتزاز بهذه الفئة الكريمة الغالية علينا جميعاً، وفي اللحظة نفسها هي تقدير واحترام لكل ما بذلوه وقدموه لوطنهم وأمتهم.
وفي هذا السياق، نُشر قبل بضعة أيام تصريح لحصة بوحميد، وزيرة تنمية المجتمع، كشفت خلاله أن مشروع قانون حقوق كبار المواطنين تم العمل عليه منذ عام 2014، وأنه سيرى النور قريباً. ولكن أهم ما لفت انتباهي في تصريح الوزيرة، قولها :«إن الدراسات والزيارات الميدانية التي اعتمدت عليها محاور السياسة الوطنية لكبار المواطنين، أظهرت أن أهم مطلب عند شريحة كبيرة منهم، هو كيفية الاستفادة من إمكاناتهم، والمشاركة بفاعلية في التنمية الحاصلة في الإمارات، تليها الخدمات الصحية والسكنية».
وهذا يدل أن هذه الفئة الغالية بقى هاجسها خدمة المجتمع، واستمر ينمو داخلها رغم التقدم في السن. لقد كانت شريحة كبيرة منهم تريد المشاركة في تنمية البلاد وخدمة الناس، وفي هذه دلالة كبيرة تنم عن قيمة العمل والإنتاجية، والتي لا يعنيها التقدم في العمر بقدر الذكاء والمهارة على الإنتاج والابتكار.
واليوم، بتنا نعلم أن الخبرات الحياتية تقع على درجة عالية من الأهمية، فهي رصيد سنوات من العمل والتفاعل الاجتماعي والثقافي مع الآخرين، وهي رصيد ثمين جداً لكل من يريد أن يختصر على نفسه الكثير من العقبات والحواجز. وهذه الفئة، فئة كبار المواطنين، تمكنت من حصد الثمار في هذا الجانب، ونحن محظوظون جداً، كونهم يريدون مواصلة الجهد والعمل في خدمة بلادهم ومجتمعهم، نحن محظوظون، لأننا سنتعلم منهم الكثير من المهارات التي لا يمكن أن نحصل عليها إلا بعد مرور السنوات الطويلة. جلسة واحدة مع أي من أفراد هذه الفئة العزيزة، ستكون بمثابة برنامج كامل في مهارات الحياة والتعامل مع المشكلات التي تعترضنا في مسيرتنا الحياتية.
لقد كان كبار المواطنين، دوماً، أوفياء مخلصين لقياداتهم وبلادهم، وإنني لفخورة كون شيوخنا ومجتمعنا، يبادلونهم الوفاء والحب والتقدير.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

زر الذهاب إلى الأعلى